لمسة محظورة على الشاطئ - رواية للبالغين
لمسة محظورة على الشاطئ
2025, كاترينا يوسف
شبابيه البالغين
مجانا
فتاة مراهقة تواجه تحديات شخصية وعائلية، بما في ذلك حادثة مؤلمة تسببت في كدمة جسدية وعاطفية. تهرب "كايلة" مؤقتًا من منزلها بحثًا عن الأمان والدعم لدى أصدقائها، حيث تتفاعل مع شخصيات متنوعة تكشف جوانب مختلفة من حياتها وعلاقاتها. تتخلل القصة لحظات من الصداقة، الفكاهة، والتوتر الرومانسي الخفيف، بينما تحاول "كايلة" التأقلم مع مشاعرها وإيجاد طريقها للمضي قدمًا. تبرز الرواية ديناميكية العلاقات بين المراهقين وصعوبة التعامل مع التجارب المؤلمة في هذه المرحلة العمرية.
كايلة
فتاة مراهقة تمر بتجربة مؤلمة تترك أثرًا جسديًا وعاطفيًا عليها. تبدو ظاهريًا متماسكة، لكنها تخفي هشاشة داخلية وتحاول التعامل مع مشاعرها بطرق مختلفة، بما في ذلك الهروب المؤقت إلى منزل أصدقائها. تتميز بشخصية مرحة في العموم لكنها تخفي أحيانًا ضعفها.كارا
صديقة لكايلة، تتمتع بشخصية جريئة ومنفتحة وصريحة. تبدو واثقة من نفسها ولديها حياة اجتماعية نشطة وعلاقات متعددة. على الرغم من طبيعتها المستقلة، إلا أنها صديقة وفية وداعمة لكايلة.ماسون
صديق مقرب لكايلة، يتمتع بشخصية طيبة ومهتمة. يبدو أنه يكن مشاعر خاصة تجاه كايلة لكنه يحافظ على حدود الصداقة. يقدم لها الدعم والحماية في المواقف الصعبة.
"كايلة! كارا وصلت" بابا نادى بالراحة من ورا باب أوضتي. كنت واقفة قدام المراية الطويلة، وباصة على شكلي ومش عارفة نفسي تقريبًا. "جاية يا بابا" رديت عليه. بصيت بصة أخيرة، بتفحص الكدمة اللي على ضلعي تحت خط السوتيان بالظبط. المفروض أعرف أخفيها لحد ما تروح. لبست شورت جينز أسود وتي شيرت بوي فريند أزرق سادة مربوط من الجنب، مبين حتة صغننة من بطني. لميت شعري الأشقر الطويل في ضفيرة على جنب وحطيت مسكرة بسرعة. لو على الأقل شكلي يبقى متظبط من برا، __________________________ محدش هيعرف إني متدمرة من جوا. زحلقت شبشبي ومسكت شنطتي، وبصيت على موبايلي لقيت رسالة من صاحبتي كارا. "إنجزي يا ست! أنا مستنياكي برا" يا لهوي البت دي مستعجلة أوي. مطنشت الرد. بصيت بصة أخيرة وخرجت من الأوضة، ونزلت على تحت لقيت بابا قاعد بيقرا الجورنال جنب الشباك. مكنش بيضحك على حد إنه كويس، وهو فعلًا مش ناقص همومي فوق همومه. هو أب كويس، بيحبني، بس غرقان في اكتئابه. رحت ناحيته وبست دماغه من فوق، "باي يا دادي، هبعتلك رسالة بعدين أوكي؟" بص لفوق بابتسامة باهتة وهز راسه. سمعت زمارة عربية مستعجلة من الجنينة، دورت عيني بملل وجريت برا عشان ألحق كارا. "إيه يا بت! إيه اللي أخّرِك ده كله؟ وده بجد اللي هتلبسيه في الحفلة؟" صاحبتي قالت وهي بتبص عليا من فوق لتحت باستنكار. "اهدي، إيه المستعجل؟ وإيه اللي مش عاجبك في لبسي، أنا قمر أهو" قلت وأنا ببص على لبسها، شورت قصير خالص وتوب قصير مش سايب حاجة للخيال. شوفي بقى صاحبتي دي، مع إني بحبها موت، بس كانت بصراحة من النوع اللي بيصاحب أي حد. مبترتبطش بواحد بس، أبدًا. كانت جسمها يجنن وبتعرف تستغله كويس، عيون بني غامقة وشعر بني حرير تحفة، ده غير حواجبها وعظام خدودها اللي يموتوا. أنا كنت العكس، كنت فرفوشة، مبحطش مكياج كتير، شعري الأشقر غالبًا بيبقى ديل حصان وكنت بحب أبقى مرتاحة، قمر، وجميلة على طبيعتي. كنا ماشيين باسم "كي كي"، كنا بنكمل بعض بالظبط ومبنفترقش أبدًا. هي كانت المجنونة وأنا كنت بهديها. كانت دايماً تقول، ليه الرجالة عادي تسهر مع بنات كتير، لكن إحنا أول ما نعمل كده، يقولوا علينا بنات مش كويسة؟ بغض النظر، هي خدت اللقب وقالت إنها هتستمتع بآخر سنين ليها في الثانوي. وصلنا لبيت هاري اللي على البحر، اللي كانت فيه الحفلة. كانت شغالة على آخرها، والشباب طالعين نازلين على الشط اللي ورا البيت. ركننا العربية ودخلنا جوه، وبنزاحم وسط الزحمة عشان نوصل للتراس اللي ورا. وقفنا هناك وبنبص على المنظر، بنحاول ندور على شلتنا المعتادة، فجأة إيدين اتلفت حوالين وسطي، خلوني أتجمد من اللمسة، لحد ما سمعت صوته، "كي كي! كويس إني شوفتك هنا، مكنتش متأكد إنك لسه عايشة بعد الحفلة الجامدة اللي أخوكي عملها الأسبوع اللي فات." ده كان ماسون، كان في فريق كرة السلة وواحد من أقرب أصحابي، في حين إن كارا كانت نصي التاني، ماسون كان صاحبي الولد المقرب. سندت راسي على كتفه، ولفيت عشان أسلم عليه ببوسة على خده. "مش بالسهولة دي توقعنا! الصيف لسه بيبتدي!" "يا عم الحاج! روحوا أوضة!" كارا صرخت، "بس الأول، هاتولنا حاجة نشربها!" ضحكت، ماسون وأنا عمرنا ما ارتبطنا، بالرغم من إن ناس كتير في المدرسة كانوا فاكرين كده، وكانت غالبًا نكتة بين صحابنا. "المشروبات من هنا، والشباب عند نار المخيم. يلا بينا." ماسون مسك إيدينا وخدنا للمطبخ، وكل واحد فينا صب لنفسه فودكا ليمون وشربنا كام واحدة جيلي شوت، وبعدين روحنا لباقي صحابنا. مكنش فيه وقت طويل وكارا لقت الواد المحظوظ اللي هتسهر معاه الليلة، اتبقيت أنا مع ماسون، وأصحابه المقربين جيسون وهاري. كنا بنتكلم عادي عن الصيف، ونهاية سنة تانية ثانوي وإيه اللي مستنينا السنة الجاية في تالتة ثانوي. وبعدين الموضوع رجع تاني لحفلة أخويا. يعني كانت حفلة مجنونة، مش غريبة إنها لسه حديث البلد، أنا بس كنت أتمنى إني مكنتش موجودة عشان أسمع عنها. "إيه يا كايلة، ناوية ترجعي تصاحبي إمتى؟ شوفتك ماشية مع صاحب أخوكي، جاريت، في الويك إند." هاري سأل، حاولت أبقى هادية. اتصرفي عادي يا كايلة. "مفيش حاجة بتحصل. حياتي العاطفية مش لازم تبقى موضوع للحديث هنا." حاولت أقفله. "هممم، براحتك. بس كان بيبص عليكي طول الليل، وبعدين شوفته ماشي وراكي أوضتك." قالها بكل بساطة، وهو بيرمي شعره الأشقر الكيرلي بتاع بتوع البحر على جنب بابتسامة خبيثة. حاولت أتمالك نفسي، بس لازم أمشي من الحوار ده فورًا. "أنا داخلة الحمام" قلت فجأة، ومشيت قبل ما حد يقدر يقول أي حاجة. سمعتهم ورايا، بيتساءلوا لو كانوا قالوا حاجة غلط. عادةً كنت صريحة جدًا بخصوص الناس اللي بصاحبهم أو اللي بخرج معاهم. مشيت ناحية البيت، بس قبل ما أوصل لفت نظري حد واقف لوحده جنب السور اللي ورا. عمري ما شفته قبل كده، كان واقف كده عادي خالص، شعره أشقر غامق، لابس شورت جينز وفانلة كت بتاعة بتوع البحر. كنت شايفة إنه مفتول العضلات من الفانلة، وفي إيده بيرة. كان شكله حلو أوي ونظرة واحدة منه عملتلي رعشة خفيفة في بطني. مكنش بيبتسم، كان شكله زهقان تقريبًا من المنظر اللي قدامه. شافني ببص عليه وبادلني النظرة، بس عينيه كانت فاضية مفهاش أي إحساس. مشيت من جنبه، وقولت في بالي إني عمري ما هشوفه تاني وكملت دخولي للبيت. بدل الحمام رحت المطبخ اللي فيه الخمرة. شربت كام شوت ورا بعض، ومع دقات المزيكا بدأت أحس الوجع اللي جوايا بيختفي والإحساس المألوف بتاع الدوخة الخفيفة اللي بيجي لما الكحول بيمسك في جسمي. رحت على ساحة الرقص، ونسيت نفسي في المزيكا. كنت برقص بقالي شوية لما حسيت بإيدين حوالين وسطي، لفيت لقيت ماسون. "دايمًا فارس أحلامي" رميت دراعي حوالين رقبته. "كاي، أنتِ كويسة؟ عمرك ما شربتي كتير كده." "أنا واحدة جديدة بقى، ارقص معايا يا ماسون!" "أظن شربتي كفاية، ما تيجي تستريحي شوية." راسي كانت بتلف، فقررت أمشي وراه، مش إنه سابلي اختيار أصلاً وهو تقريبًا شالني وطلعني الدور اللي فوق. دخلنا أوضة من أوض الضيوف وحطني على السرير. "نام جنبي يا ماسون." بصلي، وهو عارف كويس إن عمرنا ما تخطينا أي حدود قبل كده. متنمش جنبي، بالعكس قعد على طرف السرير وباصص عليا، وبيشيل شعري من على وشي وراه وداني. "ليه عمرك ما بستنيش يا ماسون؟ الناس كلها فاكرة إننا مرتبطين، بس أنت ولا مرة حتى حاولت. أنا بشعة أوي كده؟" "كايلة، أنتِ جميلة. عمري ما هحب أبوظ صداقتنا." "يمكن عشان كده لازم تبقى أول واحد، ساعتها مش هعرف أندم." قلت الكلام ده لنفسي أكتر ما قلته ليه. "كاي أنتِ سكرانة، مش عارفة بتقولي إيه." بدأت أنام، بس قبل ما أنام متأكدة إني سمعته بيقول، "أنتِ مش متخيلة أنتِ مميزة قد إيه يا كاي." ________________________ يا دماغي. اتقلبت على جنبي وأنا بأنين، وبعدين اتوجعت لما افتكرت الكدمة اللي في جنبي. قعدت بالراحة، وباصة على الأوضة اللي أنا فيها. عرفت إنها أوضة من أوض الضيوف عند هاري. نور الشمس داخل من الشباك، وكوباية مية على الكومودينو اللي جنبي. شربت بق من المية، واديت لنفسي وقت أتأقلم على الأوضة، وبعدين لاحظت إن ماسون نايم على الناحية التانية من السرير، كان فوق الغطا ومتغطي ببطانية خفيفة، أما أنا كنت تحت غطا السرير الأصلي. كان سرير خشب كبير، والأوضة واسعة والسرير في نصها، وكومودينو خشب شبهه وترابيزة صغيرة. الشباك كان ضيق وطويل من الأرض للسقف وباصص على، يعني على الجنينة بتاعة العربيات. لقيت موبايلي جنبي برضه، ورسالة من كارا مستنياني. "إيه يا بت، آسفة إني مشيت وسيبتك. قابلت واد مز، وماسون أكدلي إنك في أيد أمينة. هكلمك بعدين يا قلبي." كنت متعودة إلى حد كبير على اللي بيحصل ده بعد الحفلات. أول كام مرة كنت بتغاظ منها عشان بتمشي وتسيبني، بس في الآخر اتعودت. أنيت وقمت من السرير وباتعثر ناحية الحمام. بعد ما خلصت، رشيت وشي بالمية، وباصة على نفسي. عمري ما بشرب كتير كده، كنت بفكر في إيه. فجأة افتكرت الأسئلة عن جاريت، وبعدين الخمرة. نشفت وشي، وبعدين مقدرتش أمسك نفسي ومبصتش على حالة الكدمة اللي في ضلوعي، رفعت التيشيرت، وبصيت في المراية وشفت الأزرق والبنفسجي اللي بدأ يصفر من الجناب. اتنهدت، وبحسس على الجناب فجأة باب الحمام اتفتح. نزلت التيشيرت بسرعة ولفيت لقيت الواد الأشقر الغامض اللي كان واقف لوحده بالليل. "إيه ده؟ سمعت عن حاجة اسمها تخبيط؟" قلت متغاظة. بصلي، وبعدين بص على ضلوعي مكان الكدمة ورجع بص في عيني، المرة دي شفت لمحة قلق في عينيه، بس للحظة بس، تعبير وشه متغيّرش طول الوقت. دلوقتي قدرت أشوف إن عينيه زرقاء تجنن مكنتش شايفاها في الضلمة بالليل. كان أسمر، كأنه طول عمره على الشط وكنت صح بخصوص عضلاته. "آسف، مكنتش عارف إن حد تاني صاحي" قال. "أنت مين أصلاً؟ صحاب هاري المقربين بس اللي بيباتوا، عمري ما شوفتك قبل كده." "أنا ابن عمه، لسه ناقل عشان أقعد مع عيلته." هزيت راسي على المعلومة الجديدة دي، ومش عارفة أقول إيه بصراحة. "أنتِ كويسة؟" سأل. وبص تاني على ضلوعي. "أنا تمام. بس خبط المرة الجاية. كان ممكن أكون عريانة أو لسه في التواليت" قلت بضيق، قبل ما أعدي من جنبه وأرجع الأوضة قبل ما حتى يعرف يرد. كنت متغاظة منه، بس في نفس الوقت حسيت معاه بإحساس.. غريب. مش عارفة أوصفه، بس متأكدة إنه مش هيفرق عشان غالباً مش هشوفه كتير. رجعت الأوضة وقعدت على السرير تاني أول ما ماسون بدأ يتحرك. بصيت عليه وهو بيبصلي بابتسامة بلهاء. "يا لهوي، أنا عملت إيه؟" سألت وأنا بدفن راسي بين إيديا. ضحك، "أنتِ بس شربتي كتير، أنا جبتك السرير قبل ما تعملي أي حاجة تانية غبية." "طب ليه بتبتسم كأن عملت حاجة عبيطة؟" "أنتِ قصدك زي مثلاً لما طلبتي مني أبقى أول واحد؟" حسيت وشي سخن وأنا برمي نفسي على ضهري بشكل مسرحي، وإيديا لسه مغطية وشي. "أيوة، وكمان كنتي عايزاني أبوسك. متقلقيش، أنا مش بستغل البنات السكرانة." كمل وهو بيضحك بالراحة. أنيت بصوت عالي، يعني أنا وكارا كنا دايماً بنناقش الاحتمال إنه لو زنقت أوي ماسون شكله حلو بجد، بس في الحقيقة، مش قادرة أتخيل نفسي حتى ببوسه، فما بالك إني أنام معاه. أخيرًا رفعت عيني لقيته بيبصلي بابتسامته المثالية، وشعره البني الغامق منكوش بتاع الصبح، وعينيه الخضرا بتلمع. "اخرس بقى! ده في أحلامك!" هزرت، "هيبقى زي ما أكون ببوس أخويا!" "يا لهوي، إيه الإهانة دي؟ يمكن كان لازم أقبل العرض بتاع إمبارح." حدفته بالمخدة، "كنتِ باين عليكي يائسة أوي." ضحك، وهو عارف إن تريقه بدأ يضايقني. "لو سمحت، ممكن مكنش أنا البنت اللي بتصاحب أي حد في شلة الـ 'كي كي'، بس معنديش أي مشكلة أجذب أي ولد أنا عايزاه! أنا بس... انتقائية." قلت وأنا بقعد تاني. "أكيد، أكيد. أنتِ عايزاني." غمزلي، وقام من السرير ورايح ناحية الباب، ولفلي تاني، "جاية؟ شامم ريحة بيكون." دورت عيني بملل وبعدين مشيت وراه. كان عنده حق فيه بيكون. بصيت على المنظر اللي قدامي. كان فيه هاري، مش لابس تيشرت وبيحمر بيكون وبيض في المطبخ، وجيسون بيساعده. وقاعد على البار بتاع الفطار جيك وصاحبته هايلي، أنا كنت صاحبة معاهم، بس مش قريبين أوي. جيك كان في فريق كرة السلة برضه وكنت أعرف هايلي بسببه بس. كنا غالباً بنشوف بعض في الحفلات دي، بس مش لدرجة إني أخرج معاها برا الشلة. لو كنت عايزة وقت للبنات، كان دايماً أنا وكارا بس. لاحظت ابن عم هاري برا لوحده، وماسك مج قهوة في إيده، وكان بس بيتفرج على منظر البحر. هاري أكيد لاحظ إني ببص عليه عشان سمعت صوته من جنبي، "ابن عمي، تايلر." لفيت ناحيته، لقيته بيبتسم كأنه لسه ماسكني بعمل حاجة غلط. "أنا مسألتش" رديت، هاري طبطب على جنب مناخيره، ولسه بيبصلي بابتسامة خبيثة. بصتله بصه، وكرمشت وشي عشان أقوله 'اخرس'. ماسون ناولني قهوة ورحنا ناحية ترابيزة السفرة. "الفطار جاهز، اتفضلوا!" هاري أعلن والكل، بما فيهم تايلر، راحوا ناحية الترابيزة عشان ياكلوا. أنا أخدت شريحة توست بس وقطعتين بيكون. فجأة حسيت بكذا عين عليا، رفعت عيني لقيت الولاد بيبصوا عليا بشك، كانوا متعودين إني آكل نفس كمياتهم. "شربتي كتير أوي يا كاي؟ مش بتاكلي زي عادتك." جيسون سأل الأول. بصيت على طبقي، وبعدين رفعت عيني تاني. "آه، أيوه. معلش. شكلي زودتها شوية زيادة عن اللزوم" هزيت كتفي. "ده مش طبعك" جيسون كمل. مكنتش حابة أوي الأضواء دي عليا. مكنتش مستعدة أعترف إني عايزة ألاقي أي طريقة أنسى بيها اللي حصل الأسبوع اللي فات. لحسن الحظ، الباب الأمامي اتفتح، وكارا دخلت وعاملة دخول كالعادة، وابتسامة عريضة على وشها. "صباح الخير!" قالت بفرح، وكلنا ضحكنا. شوفنا المنظر ده كتير قبل كده، كارا مبتقولش عليها "مشية العار"، بتقول عليها "مشية المجد". الوحيد اللي شكله مستغرب كان تايلر، دي كانت أول مرة يقابل كارا. قعدت جنبي، وأخدت بيكون لنفسها وحضنتني من الجنب لما لاحظته، "استنى! ولد جديد. أنت مين؟" قالت وهي بتلوح بالبيكون في اتجاه تايلر، وبعدين بصتلي، "وإيه ده يا كايلة، فين أكلك يا بت؟" "ده تايلر، ابن عم هاري. وبليز متسألنيش، بس هاتلي قهوة تانية لو سمحتِ" أنيت. عملت اللي طلبته، مسكت مجي وجابت لنفسها قهوة هي كمان وهي بتدي تايلر نظرة. من وراه قدرت أشوفها بتقول بصوت واطي 'ده مز!' وكان لازم أكتم ضحكتي. شكله مكنش مهتم بيها خالص، وده خلاني مصدومة. مفيش حد بيرفض كارا أبداً. بصيت عليه، كان بيبصلي وبعدين بص جنبي على ماسون، اللي مكنتش واخده بالي إنه قاعد وحاطط دراعه على ضهر الكرسي بتاعي. غالباً كنا باينين كأننا مرتبطين. "يا كارا، ممكن توصّليني البيت. عايزة أستحمى." سألت وأنا باخد مج القهوة منها. "أكيد طبعاً. والناس هتعمل إيه بعدين؟ هنقعد مع بعض؟" "غالباً هنفضل هنا، وهننزل نركب الموج بعدين. أنتِ طبعاً مرحب بيكي ترجعي تنضمي لينا. عمري ما بشبع من الـ 'كي كي'" هاري قال وهو بيغمز لكارا. "هنفكر في الموضوع." قلت وأنا بسحب كارا برا البيت. ركبنا العربية، بس هي رفضت تدورها، بالعكس لفتلي بابتسامة شيطانية عريضة. "يا لهوي على تايلر! كان عينه عليكي يا بت." "يا عم الحاج. أنا مدروخة من الخمرة، شربت أكتر من العادة بكتير إمبارح، يا كارا قولت لماسون يبقى أول واحد ليا. ممكن أموت!! أما بالنسبة لتايلر، دخل عليا الحمام الصبح وكان بني آدم مغرور." "يا خبر أبيض! إيه ده؟ قولتي إيه لماسون؟ يا لهوي عليكي يا بت! يلا بينا نروحك." ردت وهي بتصعب عليا وعلى حالتي اللي تِصعَب على الكافر. "يا ريت!" توسلت وأنا أخيرًا بدور العربية، وهي بتحكيلي عن السهرة بتاعتها إمبارح وإحنا ماشيين ناحية بيتي. وصلتني، ومكلفتش نفسها تدخل. وأنا ماشية ناحية مدخل بيتي، قلبي وقف لما أخويا، درو، وصاحبه جاريت كانوا قاعدين على البلكونة اللي قدام، بيدخنوا. حاولت أعدي من جنبهم من غير ما أقول أي حاجة، درو كان شكله ضايع خالص، غالباً محشش، وده معناه إنه مخدش باله لما جاريت قام وأنا ماشية. خلاني متوترة أوي لدرجة إني اتلخبطت في المفاتيح. وأخيراً لما مسكت المفتاح الصح كان هو وصل عندي، وقف ورايا، إيد على أوكرة الباب، والتانية على طيزي، وباس رقبتي، وهمس في ودني "يلا بينا أوضتك؟" رعشت، مش من الشهوة بس من الخوف. لميت آخر قوة جوايا وزقيت إيده من على الأوكرة، وفتحت الباب وبُعدت عنه، ولفيت وبصيت في عينه، "أبداً" إتعصبت، وبعدين لفيت وجريت على السلم لأوضتي. عمري ما كنت مبسوطة كده إني طلبت من بابا يركبلي قفل على باب أوضتي وأنا عندي 13 سنة. لما بلغت، طلبت قفل عشان شوية خصوصية من درو، عمري ما تخيلت إني هحتاجه بسبب صاحبه المقرف ده. قفلت الباب، وسندت على الأرض. جسمي كان بيهتز والدموع نازلة. مسكت ضلوعي اللي حسيت إن الكدمة وجعتها أكتر دلوقتي بعد اللي حصل ده، عرفت حاجة واحدة، مش هقعد هنا وهو موجود. قمت ومشيت ناحية حمامي، بتجنب المراية بأي تمن عشان مشوفش البنت المكسورة اللي بقيت أنا هي. فتحت الدش وبعت رسالة لكارا وأنا مستنية المية تسخن. "إيه يا بت، فيه أي إمكانية أقعد عندك كام يوم؟ مش قادرة استحمل البيت ده تاني." حطيت موبايلي ونزلت تحت الدش قبل ما أستنى رد. سبت المية تنزل عليا، بتغسل الدوخة الجامدة اللي لسه بعاني منها وبحاول أدعك إحساس جاريت من جسمي. بعد 20 دقيقة وصوابعي بدأت تكرمش طلعت، وببص على موبايلي عشان أشوف الردود. كارا ردت، بس وشي وقع لما قريت. "يا لهوي عليكي، أنتِ عارفة إننا في العادي بنستقبلك في أي وقت، بس أهلي بيوضبوا البيت، مفيش مكان ليا أنا بالعافية! ممكن تسألي هاري لو ينفع تباتي في بيت الشاطئ؟" أصلاً، دي مش فكرة وحشة! بعت رسالة لهاري ومخدش وقت خالص عشان يأكدلي إني مرحب بيا أقعد المدة اللي محتاجاها. بدأت أجهز شنطتي، لحسن حظي لقيت على الأقل مايوهين هيغطوا الكدمة بتاعتي دلوقتي. لو هقعد في البيت، مفيش طريقة هعرف أفلت بيها من العوم. أندر وير، تمام، مايوهات، تمام، كذا شورت، تمام، تيشيرتات، تمام، كام فستان حلو، تمام، أدوات نظافة، تمام. أخيرًا، رميت شاحن موبايلي واللاب توب. مكنش عندي عربية، فبعت رسالة لماسون يجي ياخدني، وطلبت منه يزمّر لما يوصل، مهما حصل، مبيقربش من البيت. مكنتش عارفة لو درو وجاريت لسه تحت، بس مكنتش هاخد المخاطرة. أخيرًا، بعت رسالة لبابا. بصراحة هو غرقان في عالم بؤسه لدرجة إنه غالباً مش هياخد باله إني مشيت. أول ما دوست إرسال، سمعت صوت زمارة عربية من الشارع، وببص من شباك أوضتي لقيت جيب ماسون الخضرا. بصيت بصة أخيرة على أوضتي، وفتحت الباب وجريت على السلم. طلعت جري من الباب الأمامي وزي ما توقعت درو وجاريت كانوا لسه موجودين، وبالرغم إني مكنتش فاكرة إن ده ممكن، كانوا باينين محششين أكتر من الأول. جريت من جنبهم، قبل ما عقولهم المحششة تستوعب اللي بيحصل ونطيت في العربية. "كاي، كل حاجة تمام؟ أنتِ لسه مروحة، وشرب إمبارح..." "واضح إن لأ يا عبقري، وإلا مكنتش هطلب أقعد عند هاري! بس مش عايزة أتكلم في الموضوع، مش دلوقتي. ممكن نمشي من فضلك." مكنش لازم أتخانق معاه، الزعل بان في عينيه وحسيت بالذنب. كان بيعملي معروف وأنا زعقتله. هو بس بيعمل اللي المفروض الصاحب يعمله. سندت راسي على مسند الرأس، وطلعت نفس طويل. "آسفة يا ماسون. شكراً إنك جيت أخدتني، أنا مقدرة ده بجد." حط إيده على ركبتي وضغط عليها، "أنا دايماً موجود عشانك يا كاي". ابتسمتله ابتسامة صغيرة وكملنا باقي الطريق في صمت. وصلنا بيت الشاطئ، ماسون مسك شنطتي قبل ما ألحق. دايماً جنتل مان. "إيه اللي أنتِ حاطاه هنا ده؟ حياتك كلها؟" أوكي، يمكن مش جنتل مان أوي. "مجرد حاجات ضرورية لبنت" قلت وأنا بهز كتفي. دخلنا، لقينا الولاد بيلعبوا إكس بوكس على الكنبة. حضنت هاري من ورا، "شكراً إنك ساعدتني. أنا مديونة لك" وبسته على خده. "في أي وقت يا كايلة، أنتِ عارفة إنك مرحب بيكي هنا دايماً. ده غير إن وجودك هنا معناه إن كارا ممكن تقعد أكتر" بعدت عنه، وخبطته على قفاه. "يا بارد أنت! بوظت اللحظة! ده غير إن البت ليها معايير." ضحك وهو بيدلك قفاه. كان دايماً بيهزر عن إنه يصاحب كارا لدرجة إننا كلنا مبقناش متأكدين هو جاد ولا بيهزر في الموضوع ده أصلاً. رفعت عيني لقيت تايلر بيتفرج على الأحداث اللي بتحصل قدامه ولأول مرة شفت لمحة فكاهة على وشه. بس لما لاحظ إني شفته، بص الناحية التانية بسرعة. اترميت على الكنبة جنب هاري، مبسوطة إزاي العيال دول يقدروا يفرحوني في ثواني بعد اللي حصل من كام ساعة بس. "طب دلوقتي فيه بت في البيت، ده معناه إننا مش لازم نطبخ؟" جيسون سأل من الكنبة التانية. انفجرت في الضحك، أكيد جيسون عارف إني معنديش أي فكرة عن الطبخ. أنا أسوأ طباخة عرفها كوكب الأرض. ماسون ضحك هو كمان وهو نازل على السلم بعد ما طلع شنطتي. "أولاً، أنت عندك بيت تروحله! ثانياً، مش فاكر لما المدرسة كلها اتخلت السنة اللي فاتت بسبب الحريقة اللي حصلت في أوضة الاقتصاد المنزلي؟" "مستحيل! ده أنتِ؟" جيسون شكله كان مصدوم. رفعت إيدي في الهوا، "مذنبة زي ما الكتاب بيقول. الحق يقال، الفرن كان بايظ خالص! حتى المطافي قالوا كده! بس يمكن كان المفروض ألاحظ النار بدري شوية" هزيت كتفي. ماسون، وهو بيضحك دلوقتي، "لو مكنتيش مشغولة بتدلعّي على ماثيو سينكلير طول الحصة يمكن كنتي شفتي النار بدري." "أوكي، أوكي، مش من أحسن اختياراتي في الحياة، بعترف. طلع كمان بيبوس وحش أوي، شرار في الفرن أكتر منه." ضحكت. "دي معلومات أكتر من اللي كنا محتاجين نعرفها عنه" هاري قال وهو بيمثل إنه بيرجع. "يا عم، أنت بتحب كده. متقلقش، أنت بتبوس أحسن يا هاري" ابتسمت بخبث وأنا بقوم عشان أجيب حاجة أشربها من التلاجة. "استني! أنتِ الاتنين صاحبتوا؟" جيسون قال، "ليه أنا آخر واحد يعرف كل حاجة؟" لفيت من المطبخ لقيت كل الولاد بيبصوا عليا بمتعة. 'يا عم الحاج! ده كان زمان في أولى ثانوي. دلوقتي مين عايز بيرة؟' عرضت. "أنا عاجبني وجودها هنا" جيسون قال. "أنت عندك بيت تروحله" هاري فكره تاني، وده خلاني أبتسم. أنا مبسوطة إني اخترت أجي وأقعد هنا، يمكن دلوقتي الصيف ده ميبقاش وحش زي ما بدأ.