مجتمع رواية للمناقشات الأدبيه

مجتمع رواية

موصى به لك

الأقسام

الأفضل شهرياً

    لمسة محظورة على الشاطئ - رواية للبالغين

    لمسة محظورة على الشاطئ

    2025, كاترينا يوسف

    شبابيه البالغين

    مجانا

    فتاة مراهقة تواجه تحديات شخصية وعائلية، بما في ذلك حادثة مؤلمة تسببت في كدمة جسدية وعاطفية. تهرب "كايلة" مؤقتًا من منزلها بحثًا عن الأمان والدعم لدى أصدقائها، حيث تتفاعل مع شخصيات متنوعة تكشف جوانب مختلفة من حياتها وعلاقاتها. تتخلل القصة لحظات من الصداقة، الفكاهة، والتوتر الرومانسي الخفيف، بينما تحاول "كايلة" التأقلم مع مشاعرها وإيجاد طريقها للمضي قدمًا. تبرز الرواية ديناميكية العلاقات بين المراهقين وصعوبة التعامل مع التجارب المؤلمة في هذه المرحلة العمرية.

    كايلة

    فتاة مراهقة تمر بتجربة مؤلمة تترك أثرًا جسديًا وعاطفيًا عليها. تبدو ظاهريًا متماسكة، لكنها تخفي هشاشة داخلية وتحاول التعامل مع مشاعرها بطرق مختلفة، بما في ذلك الهروب المؤقت إلى منزل أصدقائها. تتميز بشخصية مرحة في العموم لكنها تخفي أحيانًا ضعفها.

    كارا

    صديقة لكايلة، تتمتع بشخصية جريئة ومنفتحة وصريحة. تبدو واثقة من نفسها ولديها حياة اجتماعية نشطة وعلاقات متعددة. على الرغم من طبيعتها المستقلة، إلا أنها صديقة وفية وداعمة لكايلة.

    ماسون

    صديق مقرب لكايلة، يتمتع بشخصية طيبة ومهتمة. يبدو أنه يكن مشاعر خاصة تجاه كايلة لكنه يحافظ على حدود الصداقة. يقدم لها الدعم والحماية في المواقف الصعبة.
    تم نسخ الرابط
    لمسة محظورة على الشاطئ

     "كايلة! كارا وصلت" بابا نادى بالراحة من ورا باب أوضتي. كنت واقفة قدام المراية الطويلة، وباصة على شكلي ومش عارفة نفسي تقريبًا.
    "جاية يا بابا" رديت عليه. بصيت بصة أخيرة، بتفحص الكدمة اللي على ضلعي تحت خط السوتيان بالظبط. المفروض أعرف أخفيها لحد ما تروح. لبست شورت جينز أسود وتي شيرت بوي فريند أزرق سادة مربوط من الجنب، مبين حتة صغننة من بطني. لميت شعري الأشقر الطويل في ضفيرة على جنب وحطيت مسكرة بسرعة. لو على الأقل شكلي يبقى متظبط من برا،
    
    
    __________________________ محدش هيعرف إني متدمرة من جوا. زحلقت شبشبي ومسكت شنطتي، وبصيت على موبايلي لقيت رسالة من صاحبتي كارا. "إنجزي يا ست! أنا مستنياكي برا" يا لهوي البت دي مستعجلة أوي. مطنشت الرد. بصيت بصة أخيرة وخرجت من الأوضة، ونزلت على تحت لقيت بابا قاعد بيقرا الجورنال جنب الشباك. مكنش بيضحك على حد إنه كويس، وهو فعلًا مش ناقص همومي فوق همومه. هو أب كويس، بيحبني، بس غرقان في اكتئابه. رحت ناحيته وبست دماغه من فوق، "باي يا دادي، هبعتلك رسالة بعدين أوكي؟" بص لفوق بابتسامة باهتة وهز راسه. سمعت زمارة عربية مستعجلة من الجنينة، دورت عيني بملل وجريت برا عشان ألحق كارا. "إيه يا بت! إيه اللي أخّرِك ده كله؟ وده بجد اللي هتلبسيه في الحفلة؟" صاحبتي قالت وهي بتبص عليا من فوق لتحت باستنكار. "اهدي، إيه المستعجل؟ وإيه اللي مش عاجبك في لبسي، أنا قمر أهو" قلت وأنا ببص على لبسها، شورت قصير خالص وتوب قصير مش سايب حاجة للخيال. شوفي بقى صاحبتي دي، مع إني بحبها موت، بس كانت بصراحة من النوع اللي بيصاحب أي حد. مبترتبطش بواحد بس، أبدًا. كانت جسمها يجنن وبتعرف تستغله كويس، عيون بني غامقة وشعر بني حرير تحفة، ده غير حواجبها وعظام خدودها اللي يموتوا. أنا كنت العكس، كنت فرفوشة، مبحطش مكياج كتير، شعري الأشقر غالبًا بيبقى ديل حصان وكنت بحب أبقى مرتاحة، قمر، وجميلة على طبيعتي. كنا ماشيين باسم "كي كي"، كنا بنكمل بعض بالظبط ومبنفترقش أبدًا. هي كانت المجنونة وأنا كنت بهديها. كانت دايماً تقول، ليه الرجالة عادي تسهر مع بنات كتير، لكن إحنا أول ما نعمل كده، يقولوا علينا بنات مش كويسة؟ بغض النظر، هي خدت اللقب وقالت إنها هتستمتع بآخر سنين ليها في الثانوي. وصلنا لبيت هاري اللي على البحر، اللي كانت فيه الحفلة. كانت شغالة على آخرها، والشباب طالعين نازلين على الشط اللي ورا البيت. ركننا العربية ودخلنا جوه، وبنزاحم وسط الزحمة عشان نوصل للتراس اللي ورا. وقفنا هناك وبنبص على المنظر، بنحاول ندور على شلتنا المعتادة، فجأة إيدين اتلفت حوالين وسطي، خلوني أتجمد من اللمسة، لحد ما سمعت صوته، "كي كي! كويس إني شوفتك هنا، مكنتش متأكد إنك لسه عايشة بعد الحفلة الجامدة اللي أخوكي عملها الأسبوع اللي فات." ده كان ماسون، كان في فريق كرة السلة وواحد من أقرب أصحابي، في حين إن كارا كانت نصي التاني، ماسون كان صاحبي الولد المقرب. سندت راسي على كتفه، ولفيت عشان أسلم عليه ببوسة على خده. "مش بالسهولة دي توقعنا! الصيف لسه بيبتدي!" "يا عم الحاج! روحوا أوضة!" كارا صرخت، "بس الأول، هاتولنا حاجة نشربها!" ضحكت، ماسون وأنا عمرنا ما ارتبطنا، بالرغم من إن ناس كتير في المدرسة كانوا فاكرين كده، وكانت غالبًا نكتة بين صحابنا. "المشروبات من هنا، والشباب عند نار المخيم. يلا بينا." ماسون مسك إيدينا وخدنا للمطبخ، وكل واحد فينا صب لنفسه فودكا ليمون وشربنا كام واحدة جيلي شوت، وبعدين روحنا لباقي صحابنا. مكنش فيه وقت طويل وكارا لقت الواد المحظوظ اللي هتسهر معاه الليلة، اتبقيت أنا مع ماسون، وأصحابه المقربين جيسون وهاري. كنا بنتكلم عادي عن الصيف، ونهاية سنة تانية ثانوي وإيه اللي مستنينا السنة الجاية في تالتة ثانوي. وبعدين الموضوع رجع تاني لحفلة أخويا. يعني كانت حفلة مجنونة، مش غريبة إنها لسه حديث البلد، أنا بس كنت أتمنى إني مكنتش موجودة عشان أسمع عنها. "إيه يا كايلة، ناوية ترجعي تصاحبي إمتى؟ شوفتك ماشية مع صاحب أخوكي، جاريت، في الويك إند." هاري سأل، حاولت أبقى هادية. اتصرفي عادي يا كايلة. "مفيش حاجة بتحصل. حياتي العاطفية مش لازم تبقى موضوع للحديث هنا." حاولت أقفله. "هممم، براحتك. بس كان بيبص عليكي طول الليل، وبعدين شوفته ماشي وراكي أوضتك." قالها بكل بساطة، وهو بيرمي شعره الأشقر الكيرلي بتاع بتوع البحر على جنب بابتسامة خبيثة. حاولت أتمالك نفسي، بس لازم أمشي من الحوار ده فورًا. "أنا داخلة الحمام" قلت فجأة، ومشيت قبل ما حد يقدر يقول أي حاجة. سمعتهم ورايا، بيتساءلوا لو كانوا قالوا حاجة غلط. عادةً كنت صريحة جدًا بخصوص الناس اللي بصاحبهم أو اللي بخرج معاهم. مشيت ناحية البيت، بس قبل ما أوصل لفت نظري حد واقف لوحده جنب السور اللي ورا. عمري ما شفته قبل كده، كان واقف كده عادي خالص، شعره أشقر غامق، لابس شورت جينز وفانلة كت بتاعة بتوع البحر. كنت شايفة إنه مفتول العضلات من الفانلة، وفي إيده بيرة. كان شكله حلو أوي ونظرة واحدة منه عملتلي رعشة خفيفة في بطني. مكنش بيبتسم، كان شكله زهقان تقريبًا من المنظر اللي قدامه. شافني ببص عليه وبادلني النظرة، بس عينيه كانت فاضية مفهاش أي إحساس. مشيت من جنبه، وقولت في بالي إني عمري ما هشوفه تاني وكملت دخولي للبيت. بدل الحمام رحت المطبخ اللي فيه الخمرة. شربت كام شوت ورا بعض، ومع دقات المزيكا بدأت أحس الوجع اللي جوايا بيختفي والإحساس المألوف بتاع الدوخة الخفيفة اللي بيجي لما الكحول بيمسك في جسمي. رحت على ساحة الرقص، ونسيت نفسي في المزيكا. كنت برقص بقالي شوية لما حسيت بإيدين حوالين وسطي، لفيت لقيت ماسون. "دايمًا فارس أحلامي" رميت دراعي حوالين رقبته. "كاي، أنتِ كويسة؟ عمرك ما شربتي كتير كده." "أنا واحدة جديدة بقى، ارقص معايا يا ماسون!" "أظن شربتي كفاية، ما تيجي تستريحي شوية." راسي كانت بتلف، فقررت أمشي وراه، مش إنه سابلي اختيار أصلاً وهو تقريبًا شالني وطلعني الدور اللي فوق. دخلنا أوضة من أوض الضيوف وحطني على السرير. "نام جنبي يا ماسون." بصلي، وهو عارف كويس إن عمرنا ما تخطينا أي حدود قبل كده. متنمش جنبي، بالعكس قعد على طرف السرير وباصص عليا، وبيشيل شعري من على وشي وراه وداني. "ليه عمرك ما بستنيش يا ماسون؟ الناس كلها فاكرة إننا مرتبطين، بس أنت ولا مرة حتى حاولت. أنا بشعة أوي كده؟" "كايلة، أنتِ جميلة. عمري ما هحب أبوظ صداقتنا." "يمكن عشان كده لازم تبقى أول واحد، ساعتها مش هعرف أندم." قلت الكلام ده لنفسي أكتر ما قلته ليه. "كاي أنتِ سكرانة، مش عارفة بتقولي إيه." بدأت أنام، بس قبل ما أنام متأكدة إني سمعته بيقول، "أنتِ مش متخيلة أنتِ مميزة قد إيه يا كاي." ________________________ يا دماغي. اتقلبت على جنبي وأنا بأنين، وبعدين اتوجعت لما افتكرت الكدمة اللي في جنبي. قعدت بالراحة، وباصة على الأوضة اللي أنا فيها. عرفت إنها أوضة من أوض الضيوف عند هاري. نور الشمس داخل من الشباك، وكوباية مية على الكومودينو اللي جنبي. شربت بق من المية، واديت لنفسي وقت أتأقلم على الأوضة، وبعدين لاحظت إن ماسون نايم على الناحية التانية من السرير، كان فوق الغطا ومتغطي ببطانية خفيفة، أما أنا كنت تحت غطا السرير الأصلي. كان سرير خشب كبير، والأوضة واسعة والسرير في نصها، وكومودينو خشب شبهه وترابيزة صغيرة. الشباك كان ضيق وطويل من الأرض للسقف وباصص على، يعني على الجنينة بتاعة العربيات. لقيت موبايلي جنبي برضه، ورسالة من كارا مستنياني. "إيه يا بت، آسفة إني مشيت وسيبتك. قابلت واد مز، وماسون أكدلي إنك في أيد أمينة. هكلمك بعدين يا قلبي." كنت متعودة إلى حد كبير على اللي بيحصل ده بعد الحفلات. أول كام مرة كنت بتغاظ منها عشان بتمشي وتسيبني، بس في الآخر اتعودت. أنيت وقمت من السرير وباتعثر ناحية الحمام. بعد ما خلصت، رشيت وشي بالمية، وباصة على نفسي. عمري ما بشرب كتير كده، كنت بفكر في إيه. فجأة افتكرت الأسئلة عن جاريت، وبعدين الخمرة. نشفت وشي، وبعدين مقدرتش أمسك نفسي ومبصتش على حالة الكدمة اللي في ضلوعي، رفعت التيشيرت، وبصيت في المراية وشفت الأزرق والبنفسجي اللي بدأ يصفر من الجناب. اتنهدت، وبحسس على الجناب فجأة باب الحمام اتفتح. نزلت التيشيرت بسرعة ولفيت لقيت الواد الأشقر الغامض اللي كان واقف لوحده بالليل. "إيه ده؟ سمعت عن حاجة اسمها تخبيط؟" قلت متغاظة. بصلي، وبعدين بص على ضلوعي مكان الكدمة ورجع بص في عيني، المرة دي شفت لمحة قلق في عينيه، بس للحظة بس، تعبير وشه متغيّرش طول الوقت. دلوقتي قدرت أشوف إن عينيه زرقاء تجنن مكنتش شايفاها في الضلمة بالليل. كان أسمر، كأنه طول عمره على الشط وكنت صح بخصوص عضلاته. "آسف، مكنتش عارف إن حد تاني صاحي" قال. "أنت مين أصلاً؟ صحاب هاري المقربين بس اللي بيباتوا، عمري ما شوفتك قبل كده." "أنا ابن عمه، لسه ناقل عشان أقعد مع عيلته." هزيت راسي على المعلومة الجديدة دي، ومش عارفة أقول إيه بصراحة. "أنتِ كويسة؟" سأل. وبص تاني على ضلوعي. "أنا تمام. بس خبط المرة الجاية. كان ممكن أكون عريانة أو لسه في التواليت" قلت بضيق، قبل ما أعدي من جنبه وأرجع الأوضة قبل ما حتى يعرف يرد. كنت متغاظة منه، بس في نفس الوقت حسيت معاه بإحساس.. غريب. مش عارفة أوصفه، بس متأكدة إنه مش هيفرق عشان غالباً مش هشوفه كتير. رجعت الأوضة وقعدت على السرير تاني أول ما ماسون بدأ يتحرك. بصيت عليه وهو بيبصلي بابتسامة بلهاء. "يا لهوي، أنا عملت إيه؟" سألت وأنا بدفن راسي بين إيديا. ضحك، "أنتِ بس شربتي كتير، أنا جبتك السرير قبل ما تعملي أي حاجة تانية غبية." "طب ليه بتبتسم كأن عملت حاجة عبيطة؟" "أنتِ قصدك زي مثلاً لما طلبتي مني أبقى أول واحد؟" حسيت وشي سخن وأنا برمي نفسي على ضهري بشكل مسرحي، وإيديا لسه مغطية وشي. "أيوة، وكمان كنتي عايزاني أبوسك. متقلقيش، أنا مش بستغل البنات السكرانة." كمل وهو بيضحك بالراحة. أنيت بصوت عالي، يعني أنا وكارا كنا دايماً بنناقش الاحتمال إنه لو زنقت أوي ماسون شكله حلو بجد، بس في الحقيقة، مش قادرة أتخيل نفسي حتى ببوسه، فما بالك إني أنام معاه. أخيرًا رفعت عيني لقيته بيبصلي بابتسامته المثالية، وشعره البني الغامق منكوش بتاع الصبح، وعينيه الخضرا بتلمع. "اخرس بقى! ده في أحلامك!" هزرت، "هيبقى زي ما أكون ببوس أخويا!" "يا لهوي، إيه الإهانة دي؟ يمكن كان لازم أقبل العرض بتاع إمبارح." حدفته بالمخدة، "كنتِ باين عليكي يائسة أوي." ضحك، وهو عارف إن تريقه بدأ يضايقني. "لو سمحت، ممكن مكنش أنا البنت اللي بتصاحب أي حد في شلة الـ 'كي كي'، بس معنديش أي مشكلة أجذب أي ولد أنا عايزاه! أنا بس... انتقائية." قلت وأنا بقعد تاني. "أكيد، أكيد. أنتِ عايزاني." غمزلي، وقام من السرير ورايح ناحية الباب، ولفلي تاني، "جاية؟ شامم ريحة بيكون." دورت عيني بملل وبعدين مشيت وراه. كان عنده حق فيه بيكون. بصيت على المنظر اللي قدامي. كان فيه هاري، مش لابس تيشرت وبيحمر بيكون وبيض في المطبخ، وجيسون بيساعده. وقاعد على البار بتاع الفطار جيك وصاحبته هايلي، أنا كنت صاحبة معاهم، بس مش قريبين أوي. جيك كان في فريق كرة السلة برضه وكنت أعرف هايلي بسببه بس. كنا غالباً بنشوف بعض في الحفلات دي، بس مش لدرجة إني أخرج معاها برا الشلة. لو كنت عايزة وقت للبنات، كان دايماً أنا وكارا بس. لاحظت ابن عم هاري برا لوحده، وماسك مج قهوة في إيده، وكان بس بيتفرج على منظر البحر. هاري أكيد لاحظ إني ببص عليه عشان سمعت صوته من جنبي، "ابن عمي، تايلر." لفيت ناحيته، لقيته بيبتسم كأنه لسه ماسكني بعمل حاجة غلط. "أنا مسألتش" رديت، هاري طبطب على جنب مناخيره، ولسه بيبصلي بابتسامة خبيثة. بصتله بصه، وكرمشت وشي عشان أقوله 'اخرس'. ماسون ناولني قهوة ورحنا ناحية ترابيزة السفرة. "الفطار جاهز، اتفضلوا!" هاري أعلن والكل، بما فيهم تايلر، راحوا ناحية الترابيزة عشان ياكلوا. أنا أخدت شريحة توست بس وقطعتين بيكون. فجأة حسيت بكذا عين عليا، رفعت عيني لقيت الولاد بيبصوا عليا بشك، كانوا متعودين إني آكل نفس كمياتهم. "شربتي كتير أوي يا كاي؟ مش بتاكلي زي عادتك." جيسون سأل الأول. بصيت على طبقي، وبعدين رفعت عيني تاني. "آه، أيوه. معلش. شكلي زودتها شوية زيادة عن اللزوم" هزيت كتفي. "ده مش طبعك" جيسون كمل. مكنتش حابة أوي الأضواء دي عليا. مكنتش مستعدة أعترف إني عايزة ألاقي أي طريقة أنسى بيها اللي حصل الأسبوع اللي فات. لحسن الحظ، الباب الأمامي اتفتح، وكارا دخلت وعاملة دخول كالعادة، وابتسامة عريضة على وشها. "صباح الخير!" قالت بفرح، وكلنا ضحكنا. شوفنا المنظر ده كتير قبل كده، كارا مبتقولش عليها "مشية العار"، بتقول عليها "مشية المجد". الوحيد اللي شكله مستغرب كان تايلر، دي كانت أول مرة يقابل كارا. قعدت جنبي، وأخدت بيكون لنفسها وحضنتني من الجنب لما لاحظته، "استنى! ولد جديد. أنت مين؟" قالت وهي بتلوح بالبيكون في اتجاه تايلر، وبعدين بصتلي، "وإيه ده يا كايلة، فين أكلك يا بت؟" "ده تايلر، ابن عم هاري. وبليز متسألنيش، بس هاتلي قهوة تانية لو سمحتِ" أنيت. عملت اللي طلبته، مسكت مجي وجابت لنفسها قهوة هي كمان وهي بتدي تايلر نظرة. من وراه قدرت أشوفها بتقول بصوت واطي 'ده مز!' وكان لازم أكتم ضحكتي. شكله مكنش مهتم بيها خالص، وده خلاني مصدومة. مفيش حد بيرفض كارا أبداً. بصيت عليه، كان بيبصلي وبعدين بص جنبي على ماسون، اللي مكنتش واخده بالي إنه قاعد وحاطط دراعه على ضهر الكرسي بتاعي. غالباً كنا باينين كأننا مرتبطين. "يا كارا، ممكن توصّليني البيت. عايزة أستحمى." سألت وأنا باخد مج القهوة منها. "أكيد طبعاً. والناس هتعمل إيه بعدين؟ هنقعد مع بعض؟" "غالباً هنفضل هنا، وهننزل نركب الموج بعدين. أنتِ طبعاً مرحب بيكي ترجعي تنضمي لينا. عمري ما بشبع من الـ 'كي كي'" هاري قال وهو بيغمز لكارا. "هنفكر في الموضوع." قلت وأنا بسحب كارا برا البيت. ركبنا العربية، بس هي رفضت تدورها، بالعكس لفتلي بابتسامة شيطانية عريضة. "يا لهوي على تايلر! كان عينه عليكي يا بت." "يا عم الحاج. أنا مدروخة من الخمرة، شربت أكتر من العادة بكتير إمبارح، يا كارا قولت لماسون يبقى أول واحد ليا. ممكن أموت!! أما بالنسبة لتايلر، دخل عليا الحمام الصبح وكان بني آدم مغرور." "يا خبر أبيض! إيه ده؟ قولتي إيه لماسون؟ يا لهوي عليكي يا بت! يلا بينا نروحك." ردت وهي بتصعب عليا وعلى حالتي اللي تِصعَب على الكافر. "يا ريت!" توسلت وأنا أخيرًا بدور العربية، وهي بتحكيلي عن السهرة بتاعتها إمبارح وإحنا ماشيين ناحية بيتي. وصلتني، ومكلفتش نفسها تدخل. وأنا ماشية ناحية مدخل بيتي، قلبي وقف لما أخويا، درو، وصاحبه جاريت كانوا قاعدين على البلكونة اللي قدام، بيدخنوا. حاولت أعدي من جنبهم من غير ما أقول أي حاجة، درو كان شكله ضايع خالص، غالباً محشش، وده معناه إنه مخدش باله لما جاريت قام وأنا ماشية. خلاني متوترة أوي لدرجة إني اتلخبطت في المفاتيح. وأخيراً لما مسكت المفتاح الصح كان هو وصل عندي، وقف ورايا، إيد على أوكرة الباب، والتانية على طيزي، وباس رقبتي، وهمس في ودني "يلا بينا أوضتك؟" رعشت، مش من الشهوة بس من الخوف. لميت آخر قوة جوايا وزقيت إيده من على الأوكرة، وفتحت الباب وبُعدت عنه، ولفيت وبصيت في عينه، "أبداً" إتعصبت، وبعدين لفيت وجريت على السلم لأوضتي. عمري ما كنت مبسوطة كده إني طلبت من بابا يركبلي قفل على باب أوضتي وأنا عندي 13 سنة. لما بلغت، طلبت قفل عشان شوية خصوصية من درو، عمري ما تخيلت إني هحتاجه بسبب صاحبه المقرف ده. قفلت الباب، وسندت على الأرض. جسمي كان بيهتز والدموع نازلة. مسكت ضلوعي اللي حسيت إن الكدمة وجعتها أكتر دلوقتي بعد اللي حصل ده، عرفت حاجة واحدة، مش هقعد هنا وهو موجود. قمت ومشيت ناحية حمامي، بتجنب المراية بأي تمن عشان مشوفش البنت المكسورة اللي بقيت أنا هي. فتحت الدش وبعت رسالة لكارا وأنا مستنية المية تسخن. "إيه يا بت، فيه أي إمكانية أقعد عندك كام يوم؟ مش قادرة استحمل البيت ده تاني." حطيت موبايلي ونزلت تحت الدش قبل ما أستنى رد. سبت المية تنزل عليا، بتغسل الدوخة الجامدة اللي لسه بعاني منها وبحاول أدعك إحساس جاريت من جسمي. بعد 20 دقيقة وصوابعي بدأت تكرمش طلعت، وببص على موبايلي عشان أشوف الردود. كارا ردت، بس وشي وقع لما قريت. "يا لهوي عليكي، أنتِ عارفة إننا في العادي بنستقبلك في أي وقت، بس أهلي بيوضبوا البيت، مفيش مكان ليا أنا بالعافية! ممكن تسألي هاري لو ينفع تباتي في بيت الشاطئ؟" أصلاً، دي مش فكرة وحشة! بعت رسالة لهاري ومخدش وقت خالص عشان يأكدلي إني مرحب بيا أقعد المدة اللي محتاجاها. بدأت أجهز شنطتي، لحسن حظي لقيت على الأقل مايوهين هيغطوا الكدمة بتاعتي دلوقتي. لو هقعد في البيت، مفيش طريقة هعرف أفلت بيها من العوم. أندر وير، تمام، مايوهات، تمام، كذا شورت، تمام، تيشيرتات، تمام، كام فستان حلو، تمام، أدوات نظافة، تمام. أخيرًا، رميت شاحن موبايلي واللاب توب. مكنش عندي عربية، فبعت رسالة لماسون يجي ياخدني، وطلبت منه يزمّر لما يوصل، مهما حصل، مبيقربش من البيت. مكنتش عارفة لو درو وجاريت لسه تحت، بس مكنتش هاخد المخاطرة. أخيرًا، بعت رسالة لبابا. بصراحة هو غرقان في عالم بؤسه لدرجة إنه غالباً مش هياخد باله إني مشيت. أول ما دوست إرسال، سمعت صوت زمارة عربية من الشارع، وببص من شباك أوضتي لقيت جيب ماسون الخضرا. بصيت بصة أخيرة على أوضتي، وفتحت الباب وجريت على السلم. طلعت جري من الباب الأمامي وزي ما توقعت درو وجاريت كانوا لسه موجودين، وبالرغم إني مكنتش فاكرة إن ده ممكن، كانوا باينين محششين أكتر من الأول. جريت من جنبهم، قبل ما عقولهم المحششة تستوعب اللي بيحصل ونطيت في العربية. "كاي، كل حاجة تمام؟ أنتِ لسه مروحة، وشرب إمبارح..." "واضح إن لأ يا عبقري، وإلا مكنتش هطلب أقعد عند هاري! بس مش عايزة أتكلم في الموضوع، مش دلوقتي. ممكن نمشي من فضلك." مكنش لازم أتخانق معاه، الزعل بان في عينيه وحسيت بالذنب. كان بيعملي معروف وأنا زعقتله. هو بس بيعمل اللي المفروض الصاحب يعمله. سندت راسي على مسند الرأس، وطلعت نفس طويل. "آسفة يا ماسون. شكراً إنك جيت أخدتني، أنا مقدرة ده بجد." حط إيده على ركبتي وضغط عليها، "أنا دايماً موجود عشانك يا كاي". ابتسمتله ابتسامة صغيرة وكملنا باقي الطريق في صمت. وصلنا بيت الشاطئ، ماسون مسك شنطتي قبل ما ألحق. دايماً جنتل مان. "إيه اللي أنتِ حاطاه هنا ده؟ حياتك كلها؟" أوكي، يمكن مش جنتل مان أوي. "مجرد حاجات ضرورية لبنت" قلت وأنا بهز كتفي. دخلنا، لقينا الولاد بيلعبوا إكس بوكس على الكنبة. حضنت هاري من ورا، "شكراً إنك ساعدتني. أنا مديونة لك" وبسته على خده. "في أي وقت يا كايلة، أنتِ عارفة إنك مرحب بيكي هنا دايماً. ده غير إن وجودك هنا معناه إن كارا ممكن تقعد أكتر" بعدت عنه، وخبطته على قفاه. "يا بارد أنت! بوظت اللحظة! ده غير إن البت ليها معايير." ضحك وهو بيدلك قفاه. كان دايماً بيهزر عن إنه يصاحب كارا لدرجة إننا كلنا مبقناش متأكدين هو جاد ولا بيهزر في الموضوع ده أصلاً. رفعت عيني لقيت تايلر بيتفرج على الأحداث اللي بتحصل قدامه ولأول مرة شفت لمحة فكاهة على وشه. بس لما لاحظ إني شفته، بص الناحية التانية بسرعة. اترميت على الكنبة جنب هاري، مبسوطة إزاي العيال دول يقدروا يفرحوني في ثواني بعد اللي حصل من كام ساعة بس. "طب دلوقتي فيه بت في البيت، ده معناه إننا مش لازم نطبخ؟" جيسون سأل من الكنبة التانية. انفجرت في الضحك، أكيد جيسون عارف إني معنديش أي فكرة عن الطبخ. أنا أسوأ طباخة عرفها كوكب الأرض. ماسون ضحك هو كمان وهو نازل على السلم بعد ما طلع شنطتي. "أولاً، أنت عندك بيت تروحله! ثانياً، مش فاكر لما المدرسة كلها اتخلت السنة اللي فاتت بسبب الحريقة اللي حصلت في أوضة الاقتصاد المنزلي؟" "مستحيل! ده أنتِ؟" جيسون شكله كان مصدوم. رفعت إيدي في الهوا، "مذنبة زي ما الكتاب بيقول. الحق يقال، الفرن كان بايظ خالص! حتى المطافي قالوا كده! بس يمكن كان المفروض ألاحظ النار بدري شوية" هزيت كتفي. ماسون، وهو بيضحك دلوقتي، "لو مكنتيش مشغولة بتدلعّي على ماثيو سينكلير طول الحصة يمكن كنتي شفتي النار بدري." "أوكي، أوكي، مش من أحسن اختياراتي في الحياة، بعترف. طلع كمان بيبوس وحش أوي، شرار في الفرن أكتر منه." ضحكت. "دي معلومات أكتر من اللي كنا محتاجين نعرفها عنه" هاري قال وهو بيمثل إنه بيرجع. "يا عم، أنت بتحب كده. متقلقش، أنت بتبوس أحسن يا هاري" ابتسمت بخبث وأنا بقوم عشان أجيب حاجة أشربها من التلاجة. "استني! أنتِ الاتنين صاحبتوا؟" جيسون قال، "ليه أنا آخر واحد يعرف كل حاجة؟" لفيت من المطبخ لقيت كل الولاد بيبصوا عليا بمتعة. 'يا عم الحاج! ده كان زمان في أولى ثانوي. دلوقتي مين عايز بيرة؟' عرضت. "أنا عاجبني وجودها هنا" جيسون قال. "أنت عندك بيت تروحله" هاري فكره تاني، وده خلاني أبتسم. أنا مبسوطة إني اخترت أجي وأقعد هنا، يمكن دلوقتي الصيف ده ميبقاش وحش زي ما بدأ.

    مدينة العوار

    مدينة العوار

    2025, شذى حماد

    ديستوبيا

    مجانا

    نساء وفتيات يتعرضن للأسر ويخضعن لعملية فحص مهين ومؤلمة بجهاز غريب. بعد ذلك، يتم نقلهن إلى غرفة استحمام مشتركة حيث يخف توترهن قليلاً قبل إيداعهن في أقفاص ضمن منطقة واسعة مليئة بالنساء الأخريات. ينتهي الفصل بوصول إيما إلى قفصها وشعورها بالصدمة واليأس. تندرج الروايه تحت الديستوبيا

    إيما

    تجد نفسها فجأة أسيرة في هذا المكان المجهول، تحاول استيعاب الوضع والتفاعل مع الفتيات الأخريات.

    داني

    فتاة شقراء كانت تتحدث بثقة في الشاحنة لكنها تصاب بالهلع عند الفحص، تبدو أنها لديها معلومات سابقة عن المكان.

    بيني

    فتاة كانت تبكي في البداية لكنها تتفاعل بإيجابية مع إيما وتظهر عليها علامات الخوف والألم.
    تم نسخ الرابط
    مدينة العوار

    -  الرواية قد تكون غير مناسبة للبعض
    
    "حمل كامل!" صاح واحد من الزلمة، وهي حسّت روحها تحب صوتَه، حبت كلشي بيه، حبته لأنه عنده هيج شي حلو وجميل ومثالي خلاها تحس بهيج إحساس.
    
    ورا شوية يلا إيما استوعبت إن الشاحنة دتمشي. فتحت عيونها.
    
    لكت روحها بداخل قفص حديدي. داير مدايرها قضبان حديدية رفيعة مسوية شبكة، وبالكُدام اكو باب صغير بيه قفل. بفزعة شافت النسوان الثانيات؛ ستة حسبتهن، كل وحدة بقفصها الصغير. أكثرهن چانن نايمات. البنية اللي بقفصها اللي بصفها چانت تبچي.
    
    تبچي. يا خطية البنية، فكرت إيما، اللي تعاطفت وياها من عالم ثاني بعيد. صدك، السالفة كلها شوية تضحك، فكرت. ليش چانن خايفات هالكد؟
    
    باوعت من خلال الكابينة اللي بالكُدام مال الشاحنة على الجام؛ الدنيا بره چانت كلش ظلمة هسه. اكو ضوء صغير معلك فوك الأقفاص اللي بالورا، يتأرجح رايح جاي ويا حركات الشاحنة على الأرض الممو مستوية. إيما باوعت على وحدة من البنات النايمات؛ شقرة، كلش حلوة وبشرتها ناعمة وصدرها صغير يهتز ويا حركة الشاحنة. إيديها مربوطات ليوره. إيما تساءلت شكد صار لهذن البنات هنا.
    
    البنية اللي على يمينها بطلت بچي شوية بحيث إيما كدرت تحجي شي.
    
    "ها" هذا كل اللي كدرت تفكر بيه.
    
    البنية شمتت وطلعت منها "ها" مبين بيها البچي.
    
    إيما عضت شفتها، ما متأكدة شتحجي.
    
    "أظن كلنا بنفس المركب."
    
    البنية ابتسمت نص ابتسامة ومسحت عيونها. "أي، أظن هيج."
    
    "شنو اسمج؟" سألت إيما، ودارت جسمها حتى تواجه صفحة قفصها، تحجي ويا البنية الثانية من خلال طبقتين من شبك الحديد.
    
    "بيني."
    
    "ها، أنا إيما."
    
    "شكد صارلج هنا؟"
    
    "أففف،" بيني دارت عينها، "صار، يعني، عشر ساعات."
    
    "صدك تحجين؟"
    
    "لا بس، يعني، أحس هيج. أدري يبين مجنون بس شوية أريد نوصل هسه، تعرفين؟"
    
    إيما شوية عرفت شنو تقصد، بس سكتت. جم وحدة من البنات الثانيات كعدن ومالن على كدام أو جوانب أقفاصهن حتى يسمعن.
    
    "أسمع راح يثرمونه كلنا ويطعمونه للولد."
    
    البنية اللي حجت هيج جانت نظرتها قوية وغاضبة. مبينة قوية بالنسبة لبنية، وإيما شوية خافت منها.
    
    "هاي سوالف فارغة، ومو صدك أصلاً." الشقرة الحلوة كعدت هسه وجانت ترد على البنية الجبيرة. "هم يحتاجونه. بس هم ما... ما يحبونه كلش."
    
    إيما بينها وبين نفسها ما وافقت. إذا الزلم يستمتعون بالجنس نص ما هي استمتعت، مستحيل يكرهون النسوان.
    
    "هم ما يكتلونه، ولا أي شي من هذا القبيل."
    
    "أيي؟ وشلون عرفتي، داني؟"
    
    الشقرة الحلوة اللي اسمها داني دارت وجهها وهي جاثية على ركبها وباوعت على البنية الجبيرة نظرة كلش حادة.
    
    "لأن أختي چانت نسوية، وصارلها أشهر هناك. زرتها أول ما فتح وشفت شلون الوضع."
    
    "أختج چانت نسوية؟" بيني اختنكت. "هاي السالفة كلها بسببهم!"
    
    "السالفة أعقد، يعني، بس... مو هيج بالضبط."
    
    جم بنية هزن راسهن، والباقيات باوعن بنظرات شك وحدة على الثانية ودارن ظهرهن لداني. إيما ما اهتمت أخت داني شمسوية. أرادت تعرف أكثر عن المجمع.
    
    "شلون الوضع هناك؟"
    
    داني دارت راسها الحلو على إيما.
    
    "يعني، تعرفين. عندهم هواي أقفاص وكلها مصفوفة ثلاثة فوك ثلاثة، والصفوف تمشي، يعني، للأبد. الصفوف على الجانبين مال هاي الممرات الطويلة، كل واحد بيه مرة. تقريباً نفس حجم هاي الأقفاص."
    
    إيما باوعت داير مداير قفصها. حاولت تمد رجلها كلها؛ ما كدرت إلا إذا كعدت شوية. هم ما كدرت تمد إيديها كلها على الجوانب.
    
    "هواي نسوان هناك." كالت داني وهزت كتفها، تراقب إيما شتسوي.
    
    بيني حجت بسرعة.
    
    "اكو أحد يعرف إذا راح يخلون نسوان يبقون بره المجمعات؟"
    
    ولا وحدة من البنات جاوبت. كلهن يعرفن الحقيقة، بس محد راد يحجيها.
    
    "ها..." البنية اللي على يسار إيما، اللي إيما ما انتبهت عليها كاعدة إلا هسه، حجت، "... تظنين ولد من، يعني، من هاي المنطقة يجون للمجمعات؟"
    
    "أكيد،" داني هزت راسها وهي تكعد متربعة، وإيما لكت صعوبة ما تباوع مباشرة على مهبلها، "الولد من المدرسة اللي رحتلها دائماً يروحون للمجمعات. أنتِ رحتي لثانوية شافتبري، مو؟"
    
    "أي."
     
     
     
     
     "تعرفين هذول الزلم اللي يكرهون النسوان، اللي جان عندهم فد جروب بالمدرسة؟ ذولة كل وكتهم يروحون يعذبون البنات."
    "أوه..." كالت البنية اللي على يسار إيما، "هذا مو..."
    "اللي جنتي تفكرين بيه؟" داني غمزت. "لا تخافين، اكو من هذا الشي هم."
    فجأة إيما استوعبت البنية شتحجي. شنو لو هي، إيما، يجيها واحد من الولد اللي جانت معجبة بيهم بالمدرسة؟ يا إلهي... توني! شنو لو هو يجي؟ تخيلته بداخلها وما كدرت إلا تحط إصبع بين رجلينها.
    الشاحنة وكفت فجأة بنفس اللحظة. إيما سحبت إيدها بسرعة لمن انفتح باب الشاحنة والزلمة الاثنين اللي اجوا لبيتها، وياهم كم واحد ثاني، صعدوا جوه وبدوا يفتحون الأقفاص ويسحبون البنات ليبره، من إيديهن، رجليهن أو حتى شعرهن. ولد أبو حب الشباب باوع من بين قضبان قفص إيما وصفر من خلال جهاز تقويم الأسنان مالته.
    "وووه! هاي درجة أولى!"
    "يلا بسرعة، يا صغير."
    الولد اللي اسمه سكويرت فتح قفصها وسحبها ليبره، بسهولة شالها على جتفه. شافت كاع الشاحنة تحولت لبلاطات كونكريت. لسبب ما هي بس استرخيت وخليته يشيلها. هذا الشي اللي كل ذرة بجسمها جانت تكوللها تسوي.
    رجلها طخت بالكاع، واحد لزم جتفها ودارها بحيث صارت تباوع على ظهر راس بنية ثانية. راس إيما مال ليوره وهي تباوع ليجوه، شافت سماء الليل. "ماكو نجوم،" فكرت بحزن.
    وبعدين ضربتها. "هاي مو السما!" بناية المجمع تمشي وتمشي وتمشي، هواي طوابق ليجوه، وعريضة كلش، بعرض ملعب كرة قدم. جانت أبعد من الضخامة، وماكو غير جدران كونكريت رمادية.
    عيون إيما رجعت للكاع. بالكُدام كدرت تشوف بابين دخول كبار وضوء جوه. صف النسوان اللي جانت بيه هسه دياخذوهن ليجوه. هي جرت رجلها بطاعة.
    واحد رجال مشى رايح جاي بالصف، كله لابس أسود وأحمر وشايل لافتة مكتوب عليها "جمعية مناهضة المرأة"، وعليها رمز الذكر وبداخله قبضة إيد. جان يصيح على كل مرة بالدور وهو يفوت.
    "هذا اللي تستحقونه!" كال بصوت عالي وقاسي والنسوان دنكن ورجفن. "هاي النتيجة النهائية والمطلقة لجريمة الأنوثة! دونية العقل والجسم والأخلاق ما يصير نتسامح وياها، لازم نكرهها! كلكم وسخ، ما تسوون شي، نفايات مثيرة للشفقة!"
    
    "يا عمي،" سمعت إيما صوت رجال مألوف يكول، "صدك لازم ندخل ذولة المخابيل؟"
    باوعت بطرف عينها على الزلمة الاثنين اللي لزموها يحجون واحد ويا الثاني، اثنينهم متجين على السياج اللي داير بالمجمع ويدخنون.
    "أوامر المدير. الظاهر يتفاهمون ويا ذولة المخرفين."
    الرجال الأشقر شخر. إيما جزت على سنونها وغمضت عينها لمن الرجال اللي يكره النسوان فات من يمها. حست تفلته طخت بوجهها وسمعته يصفك البنية اللي وراها على راسها.
    "هذا المستقبل اللي تستحقونه، مستقبل ما بيه شي! هاي مكافئتكم الوحيدة!"
    إيما فرحت لمن أخيراً صارت جوه المجمع، بعيدة عن صياح الرجال الغاضب. جوه جان دافي، وهي جانت كلش بردانة وبس قميصها عليها. الجدران جانت شوية فارغة، واكو هواي بايبات تمشي داير مداير. ما يبين المدخل الرئيسي، أكثر يبين مكان ينزلون بيه البضاعة بمخزن. "أوه،" فكرت إيما، "أنا البضاعة."
    لمن صوت الرجال اللي يصيح خفت، إيما سمعت صياح ثاني، أعلى نبرة. كدام الصف جانوا يتوجهون لفد غرفة مكتوب عليها "قفل المهبل". كدرت تشوف من الشباك؛ بنية كاعدة على كرسي حديدي غريب ورجليها مرفوعة ليجوه بشي مثل الركابات، وتصرخ بكل صوتها والزلمة يسوون شي بين رجلينها. ورا كم دقيقة سحبوها من الكرسي ودفعوا بنية ثانية بمكانها. الزلمة تحركوا بين رجلين هاي البنية، بدوا يسوون شي والصياح رجع من جديد.
    شي كاله الرجال اللي يكره النسوان ظل يرن براسها. جريمة الأنوثة.
    رجلين إيما جانن يرجفن من البرد والخوف وهي تقترب من كدام الصف. داني جانت البنية اللي كدامها، وهسه ما تشبه نفسها بالشاحنة أبداً. جانت هادئة، تبين أقصر شوية. إيما كدرت تشوفها ترجف هم.
    لمن داني وصلت لكدام الصف، ارتبكت. ركضت على الزلمة الاثنين اللي لابسين معاطف بيضاء طويلة وهزت راسها، تتوسل، لازمة إيد الرجال.
    "أرجوكم، أرجوكم ما أريد، ما أريد أرجوكم، أرجوكم ما يحتاج تسوون هيج."
    إيما فكرت الدكتور - أو مهما جان، الرجال اللي لابس معطف المختبر ونظارات وشعره بدا ينحسر - يبين كلش هادئ. جان يطبطب على جتف داني ويكول، "كلشي زين، كلشي زين. يلا هسه."
    "لا، لا أرجوكم لا - لا..." داني جانت بحالة يرثى لها، تهز براسها بالغرفة، مبين تريد تهرب بس تعرف ما عدها مكان تروحله. لمن الزلمة الاثنين لزموا فخذها ورفعوها ليجوه، جانت بعدها تحتج، تهز براسها. حطوها بالكرسي وربطوها، فتحوا رجلها كلش وياهن هم قفلوهن.
    
    
    
    
    إيما باوعت على الدكاترة لمن حطوا كُلّابات كهربائية على شفرات مهبل داني ونطوها صعقة. داني صرخت أعلى من أي بنية ثانية، بحيث إيما اضطرت تغطي أذانها. بعدين طلعوا فد شي معدني مثل الكمثرى المكلوبة، وبدوا يدخلوه بمهبل داني. كل ما يدفعوه شوية ليجوه يدورون فد قرص بالقاعدة وينطون داني صعقة ثانية. كل مرة تصرخ، تتوسل، تستعطف، بس هم يستمرون.
    لمن دخل كله لجوه - وإيما باوعت عليه يغوص مثل فيلم مو زين ما تكدر تبطله - حطوا سلسلة طويلة بالقاعدة، فتحوا داني من الكرسي وجروها ليجوه. كادت تنهار لحد ما واحد من الدكاترة وداها للجهة الثانية من الغرفة. هي جرت رجلها ورا الدكتور اللي جرها بالسلسلة.
    إيما بلعت ريكها بصعوبة. الدكتور الباقي باوع من فوك نظارته عليها بنظرة طيبة، بس بيها استعلاء.
    "راح تكونين مثلها؟"
    
    إيما هزت راسها. "شكو بيه؟!"
    الدكتور نزع قميصها ورماه على صفحة. حط إيد بين رجلها - هي انتفضت لمن لزم مهبلها بسهولة - والإيد الثانية على جتفها، ورتبها بالكرسي. ربط رجلها ليجوه بس إيدها لا. "أنا بنية زينة،" فكرت.
    الكُلّابات اجت أول شي وقرصت كلش قوي بحيث إيما فكرت راح تصرخ بس من هذا الشي. بعدين الصعقة، وبسرعة رجعت للساحة تنضرب بمسدس الصعقات. لمن الفد شي المعدني دخل بيها، قوس ظهرها وحست رجلها ترجف.
    الألم جان مو طبيعي. صرخت كلش قوي بحيث حست طعم التقيؤ بحلكها. جان أسوأ، صدك أسوأ، من مسدس الصعقات. جانت متأكدة راح يشكها نصين، راح تنكص نصين، وفجأة استوعبت أول شي فكرت بيه هو إنها بعد ما راح تحس برجل بداخلها...
    خلصت. باوعت ليجوه وشافت القرص الصغير وبي فد حلقة معدنية طالعة بين رجلها. الدكتور شبك السلسلة بيها، فتح رجلها وساعدها تكوم، ومسح البقايا من وجهها. بعدين جرها شوية وانطى سلسلتها للحارس.
    الغرفة اللي وراها جانت أكبر بهواي، وبكل السقف اكو رشاشات مال مي. جانت ترش مي حار قوي، ينزل مثل مطر دائمي. هواي نسوان جانن بهاي الغرفة، ومن صراخ من الألم قبل ثواني صارن كلهن يضحكن، يركضن بالدافي، يحسن بيه يروح البرد من جلدهن. إيما ما كدرت تبطل تباوع على كُلّياتهن، من كل وحدة طالعة الحلقة والقرص المعدني الصغير. قضبان أفقية طويلة جانت على جوانب الجدران المبلطة مال غرفة الدوش. الحراس ربطوا سلاسل قفل المهبل بالقضبان وتركوا النسوان يغسلن نفسهن. إيما فركت جلدها بخجل، تشوف بنات ثانيات يرشن مي وحدة على الثانية ويضحكن، يسولفن على أي شي ويعزّن اللي بعدهن متألمات.
    جان فد نوع من الراحة لمن شافت بيني طلعت من غرفة قفل المهبل. حارس جر سلسلتها وعلكها على القضيب اللي بصف إيما.
    "ها، هم!" كالت إيما.
    بيني جانت تبين كلش تعبانة من الألم، بس أول ما المي طخ بيها مبين فرحت. ورا كم دقيقة كأن ما صاير شي، مع إن إيما حست بنبض مستمر بين رجلها.
    "جنت كلش كلش كلش بردانة بره!" بيني صاحت فوك صوت المي اللي يجري وصراخ وضحك البنات، "صدك ما حسيت برجلي!"
    "أدري، أنا هم!" إيما حست روحها ارتفعت. بيني فركت نفسها كلها وبعدين مشن سوية على طول صف القضبان، سلاسلهن تخليهن على بعد كم فوت منه، لحد ما وصلن للجهة الثانية وين جانوا ينتظرون حراس أكثر.
    لمن طلعن من غرفة الدوش لكتهن نفخة هوا حار يدخن يبسهن للعظم بثواني. أول ما طخ إيما صرخت، وبعدين حست بالشعور الحلو يمر عليها. هي وبيني جانن يضحكن ويسولفن مثل صديقات قديمات بينما رجال وداهن بممر بسلاسل قفل المهبل مالتهن.
    بطلن يسولفن بثانية ما دخلن منطقة الأقفاص. جناح واحد، بطابق واحد بمجمع واحد، بان لإيما كأنه يحتوي على كل نساء العالم. الأقفاص جانت، مثل ما كالت داني، مصفوفة ثلاثة فوك ثلاثة على جدران متقابلة مسوية فد شارع مال أقفاص يستمر ويستمر بالمسافة. إيما بالكوة حجت وهي تباوع عليه؛ بان كلش مستحيل إن أي واحد يكدر حتى يبني هذا...
    النسوان اللي فاتن من يمهن كلهن يبين عليهن النعاس، شوية بائسات، بس هواي منهن جانن يسولفن، كم وحدة حتى جانن يضحكن. هواي أقفاص جانت فارغة بس مكتوب عليها اسم مرة ورقم تسلسلي. بعدين اكو اثنين ما بيهن اسم ولا رقم تسلسلي. إيما حست إيد دفعت راسها ليجوه.
    صارت جوه القفص قبل ما تستوعب شديصير. بيني حطوها بالقفص اللي بصفها - كلب إيما طفر - وبعدين انطبكت أبواب القفص الاثنين بقوة. إيما حست فجأة بنوبة هلع، كأنها مسوية فد غلط فظيع، وبعدين كالت لنفسها إن الأمر مو بيدها أبداً. التفكير بهيج شي ساعدها، بطريقة ما.
    إيما رجعت راسها على الجدار اللي ورا وحست بيه ينزلك. دارت باستغراب وبعدين شافت اكو لوحة ورة، وراها كدرت تشوف تواليت صغير. روحها ضعفت؛ راح تضطر تسويها، كدام الكل؟
    "لا تخافين،" كال صوت نسائي من جهتها اليمنى، "تكدرين تدخلين وتسدين الغطاء. الشي ينختم زين. بس لا تقفلين على روحج جوه، راح تختنكين."
    المرة اللي حجت جانت بشرتها سمراء، عيونها زرق فاتحة وجسمها رشيق ومشدود. إيما استوعبت راح تضطر تتعود تشوف نسوان ما تعرفهن عاريات تماماً من أول مرة تلتقي بيهن.
    "ها، أنا جيزيل." كالت البنية.
    "بيني." كالت بيني.
    "أنا إيما."
    "زين بنات،" كالت جيزيل برفعة حاجب باردة وهي تباوع فوك وجوه على صفوف الأقفاص اللي ما تخلص، "جان خوش وكت، بس أظن سالفة 'النسوان' هاي؟ تقريباً خلصت."
    
    

    روايه عشيقه مدرسي - البارت الخامس

    عشيقة معلمي

    2025, Jumana

    رومانسيه

    مجانا

    يظهر الفصل توترًا رومانسيًا متزايدًا بين مستر جرايسون وماكنزي، حيث يتجاوزان حدود العلاقة التقليدية بين الطالب والمعلم. يتجلى ذلك في اللحظات الحميمة مثل مسك اليد، والحوارات المليئة بالتلميحات، والعرض المفاجئ لأخذها في نزهة. يتخلل الفصل لحظات من التردد والقلق من جانب ماكنزي، بينما يبدو مستر جرايسون واثقًا ومسيطرًا.

    ماكنزي

    طالبة في المدرسة الثانوية، تشعر بانجذاب متزايد لمستر جرايسون، لكنها مترددة وقلقة بشأن طبيعة علاقتهما. تلعب دور الشخصية المترددة والمستسلمة في بعض الأحيان.

    مستر كايل

    معلم شاب وغني، يظهر اهتمامًا واضحًا بماكنزي، ويتجاوز الحدود المهنية في علاقته بها. يلعب دور الشخصية الجذابة والمسيطرة.

    جيك

    صديق ماكنزي المقرب، يلعب دور الصديق الحامي والواعي، ويكشف عن قلقه بشأن علاقة ماكنزي بمستر جرايسون.
    تم نسخ الرابط
    روايه عشيقه مدرسي

     مستر (كايل):
    
    يا دوبك كنت بستوعب اللي بيحصل، لقيت شفايفها لازقة في شفايفي جامد. باين عليها اتخضت زيي، لأن عنيها وسعت وشدت نفسها بسرعة. أنا غصب عني كشرت لما حسيت لمستها بعدت.
    
    "أنا... أنا آسفة أوي. أنا... أنا مكنش قصدي..."
    
    أنا محتار. الأول عايزاني أسيبها في حالها، ودلوقتي راحت بايساني فجأة. عايز أعرف إيه اللي بيدور في دماغها. بس أنا متخض لدرجة إني مش عارف أقول حاجة دلوقتي.
    
    "م... مستر جرايسون؟"
    
    واقفة قدامي وبتلعب بصوابعها، باين عليها متوترة أوي. بعد ما لميت نفسي بالعافية، بدأت أتكلم. أو يعني أقرب حاجة للكلام اللي عرفت أطلعه.
    
    "يعني... إيه لازمة اللي حصل ده؟"
    
    وشها احمر أكتر ما هو محمر أصلاً. لو ده أصلاً ممكن. بتتلعثم في الكلام وهي بترد.
    
    "أنا... أنا مش عارفة بصراحة."
    
    رفعت حاجبي ليها، عارف إن فيه كلام تاني. شبكت إيدي واستنيت تكمل كلامها.
    
    "أظن إني اتخنقت لأنك كنت... "
    
    سكتت، بتتمتم بالجزء الأخير، فمكنتش سامعها.
    
    "لأني كنت إيه؟"
    
    تنهدت واتكلمت تاني، فردت ضهرها على قد ما تقدر.
    
    "يعني، حسيت إنك بتتجنبني، وأنا... أظن إني اتضايقت شوية. عارفة إني زعقتلك يوميها، وقولتلك تسيبني في حالي. بس حسيت بإحساس غريب ومضايق أوي لما كنت مبتبصش عليا حتى. كنت فاكرة إني عملت حاجة غلط، بس مكنتش عارفة إيه اللي مزعلك بالظبط، عشان كده كنت عايزاك تقولي. كنت شكلك مضايق، وكنت عايزة أعرف لو أنا السبب."
    
    طلعت نفس براحة بعد الرغي ده كله. أخدت وقت عشان أستوعب اللي بتقوله.
    
    "يعني لما كنت بتجنبك، ده مضايقك صح؟"
    
    هزت رأسها، في لمحة ندم في عنيها الزرقاء المتلجة. يبقى ده الموضوع كله. يعني هي مكنتش غلطانة لما قالت إني كنت بتجنبها. أنا بس مكنتش عارف إن ده مضايقها. يعني يا جدع، كنت هعرف إزاي. هي قالتلي بالظبط "بطل تستخدمني عشان نزواتك الرجالية".
    
    "آه."
    
    
    
    
    "طب أنا هروح أتغدى بقى."
    
    في اللحظة دي جرس التأخير رن، وده معناه إنها المفروض كانت في الكافيتريا من زمان.
    
    "إيه رأيك أكتبلك إذن عشان لو أي إداري سألك كنتي فين؟"
    
    ابتسمت وهزت راسها بالموافقة. كتبت الإذن على ورقة لاصقة زرقاء واديتها ليها.
    
    "طيب، أشوفك بعدين."
    
    لفت عشان تخرج من الباب، بس مسكت معصمها وشدتها لحضني. اتصلبت في الأول، بس في الآخر استسلمت للحضن وحطت إيديها حوالين وسطي.
    
    "آسف."
    
    همست في ودنها. مش عارف ليه حسيت إني لازم أقول كده. أيوه، أنا واقع في حب شكلها وحاجات زي كده، بس أنا كمان بحترمها. راحت دافنة راسها في صدري. يا إلهي، كانت كيوت أوي.
    
    "مفيش حاجة."
    
    أخيرًا لقيت في نفسي القوة إني أسيبها، وخرجت من الباب وراحت تتغدى. يا نهار أبيض، أنا حرفيًا بقع في حب طالبتي.
    
    ماكنزي:
    
    "ياااه، الموضوع طلع كويس في الآخر" فكرت مع نفسي. بس لسه مستغربة إني عملت كده. الرغبة جاتلي فجأة كده، وقبل ما أستوعب اللي بعمله، حصل اللي حصل.
    
    "يا كنزي، تعالي هنا."
    
    شفت إيد جيك بتلوحلي في الهوا من على ترابيزة الغدا بتاعتنا. رحتله وقعدت، وبصلي بنظرة "أنتي عارفة أنا هسأل عن إيه".
    
    "كنت في فصل مستر جرايسون."
    
    رفع حاجبه وشبك إيده. أقسم بالله هو حامي زيادة عن اللزوم.
    
    "ليه؟"
    
    بفكر في دماغي أقوله الحقيقة ولا لأ. هو صاحبي المقرب، مش من حقه يعرف؟
    
    "كنا متخانقين شوية، بس صلحنا النهارده."
    
    قولت الحقيقة. دي مش القصة كاملة، بس مش كدب برضه. كنت بدعي إنه ميحاولش يستدرج مني أي كلام تاني. والحمد لله معملش كده.
    
    "ياااه يا كنزي، يا دوبك عرفتيه من فترة قصيرة، وخلاص دخلتي في مشاكله."
    
    هزر. ابتسمت جوايا، لأني كنت أبعد ما يكون عن مشاكل مستر جرايسون.
    
    "المهم، كويس إنكم صلحتوا."
    
    ابتسمت، وهو ابتسملي قبل ما نبدأ ناكل ونتكلم كلام عادي.
    ~*~
    
    
     
    
    الجرس رن، بيعلن إن اليوم خلص أخيرًا. جيك وأنا خرجنا سوا ناحية اللوكرز بتاعتنا. حاجة غريبة شوية، اللوكرز بتاعتنا كانت دايما قريبة من بعض من ساعة ثانوي.
    هو ده اللي عرفنا ببعض. هو مكنش عارف يفتح اللوكر بتاعه، وأنا ساعدته، بس في الآخر خبطت اللوكر في وشه، ونزفت مناخيره. وأقولكوا على حاجة، كان دم في كل حتة. كنت متضايقة أوي، بس وصلته لعيادة المدرسة، واتعالج.
    ماما كانت مستنياني، بس عرفت إن جيك كان هيمشي على رجليه. فسألت ماما توصلوا، وهي وافقت. ودي تقريبًا طريقة معرفتنا ببعض. لسه بنضحك على الموضوع ده لحد دلوقتي.
    
    "جيك، هقابلك عند العربية، أنا عايزة أروح الحمام ضروري."
    بدأ يضحك، أظن عشان استخدمت الكلمة دي. مش ذنبي، بتفلت مني ساعات.
    "اخرس."
    "خلاص خلاص، هقابلك بره."
    دخلت الحمام وعملت اللي عليا بسرعة، وسحبت السيفون بعد كده. مش عايزة جيك يستنى كتير، غسلت إيدي بسرعة، وفي دقايق كنت بره باب الحمام، وماشية ناحية عربية صاحبي المقرب.
    
    "إيه يا كنزي."
    سمعت صوت مألوف، ولفيت بسرعة.
    "إيه يا مستر جرايسون."
    "مش هتقوليلي كايل أبدًا، صح؟"
    ضحك شوية، وقرب مني. أخيرًا مبقاش يقولي جونسون.
    "يمكن."
    "كان يومك عامل إزاي؟"
    ابتسمت لسؤاله، ومبسوطة إنه مهتم بيومي. يوووه، بقيت بتكسف أوي.
    "كان كويس. بس لازم أكلمك بعدين، جيك مستنيني."
    حط إيده على دقنه كأنه بيفكر في حاجة، وبعدين اتكلم تاني.
    "إيه رأيك أوصلك البيت؟"
    عنيا وسعت من العرض اللي قاله. باين إنها كانت ملحوظة، عشان بدأ يضحك شوية.
    "بس يعني، جيك دايما بيوصلني."
    احتجيت، بعمل أي حجة عشان مبقاش معاه لوحدي. ربنا وحده اللي يعلم كنت هعمل إيه، وأنا اللي بوسته من غير مقدمات.
    
    "قوليله صاحبك هيوصلك."
    قال وهو بيرفع كتفه، كأن ده أسهل حاجة في الدنيا. مناخيري بتكرمش ساعات لما بحاول أخد قرار، بس افتكرت اللي حصل المرة اللي فاتت لما عملت الوش ده قدام مستر جرايسون. فرجعت وشي طبيعي بسرعة.
    "أنا يعني، لازم أسأله."
    
    
    
    
    
    
    "تمام، ولو عرفتي، قابليني في الفصل بتاعي."
    هزيت راسي ومشيت من الباب. جيك كان متسند على عربيته، وبياكل في ضوافره. أقسم بالله، أنا لازم أدهن الضوافر دي عشان يبطل ياكلهم. لما شافني، نط وفتح باب العربية.
    "كنزي، إيه اللي أخّرِك ده كله؟"
    "م-مش لازم توصلني البيت النهاردة. صاحبي هيوصلني."
    شال إيده من على مقبض العربية وبصلي.
    "مين؟"
    "يعني... صاحب."
    رديت، وفي صوتي لمحة توتر وذنب، لأني كنت بكدب شوية. مستر جرايسون كان صاحبي، صح؟
    "ده مستر جرايسون، مش كده؟"
    عنيا وسعت ونفسي اتحبس. إزاي عرف؟
    "إ-إزاي عـ..."
    "أنا صاحبك المقرب. أنا عارف كل حاجة."
    قال وهو بيغمز. أظن إنه مش زعلان من الموضوع ده.
    "أو يمكن لأني شفتك بتتكلمي معاه دلوقتي."
    لفيت عنيا بابتسامة صغيرة، وهو ابتسم بخبث. هعمل إيه معاه ده؟
    "يعني مش زعلان؟"
    "طبعًا لأ يا كنزي. بس مش مبسوط إنك مقولتليش، وإنك بتخبي أسرار كتير الفترة دي."
    كان عنده حق في كده. المفروض إننا أصحاب مقربين، وأنا بخبي أسرار. هو عمره ما كان هيعمل كده. حسيت بندم مفاجئ.
    "أنا آسفة يا جيكي."
    "لو آسفة، بطلي تقوليلي الاسم ده."
    قال وهو بيتنهد، وقرب يحضني بأحضان مفتوحة.
    "تمام، اتفقنا."
    حضنته بفرح، وودعنا بعض، وكل واحد راح في طريقه. رجعت المبنى، وفتحت باب فصله بتردد. مستر جرايسون كان بيلم آخر حاجاته.
    "جيتي أخيرًا."
    هزيت راسي، ومشيت ناحية مكتبه. خلص تلم حاجاته، ومسك شنطة الملفات من على الكرسي.
    "جاهزة؟"
    هزيت راسي تاني. كنت هكدب لو قولت إني مش متوترة شوية. هو ده قانوني أصلاً؟ إن المدرس يوصلك البيت؟ يمكن، مين عارف. وأنا داخلة من الباب، وقفني بسرعة.
    "من هنا."
    
    
    
    
    
    مسك إيدي وشدني لحاجة كنت فاكراها دولاب، بس طلعت باب، باب بيودي على كام باب تانيين، وبعدين وصلنا بره. عربية كابورليه سماوي فاتح ظهرت قدامنا. مستحيل يكون بيقدر يجيب دي بمرتب المدرسة. بس برضه، أنا معرفش المدرسين بيقبضوا كام.
    "عيلتي يعني... غنية شوية."
    قال وهو بيجاوب على السؤال اللي كان بيدور في دماغي.
    "آه، ده يفسر حاجات كتير."
    وصلنا للعربية، واكتشفت إني لسه ماسكة إيده، وسيبتها بسرعة.
    "آسفة."
    ضحك وطلع المفتاح من جيبه، وفتح العربية. رحت ناحية كرسي الراكب، وفتحت الباب بالراحة وقعدت. يا إلهي! العربية دي تحفة. جواها كان لون كريمي فاتح، والكراسي جلد، وفيها ريحة العربيات الجديدة اللي بحبها. كانت تحفة. وأنا بفتح بوقي على العربية، هو اتكلم.
    "شكلك العربية عجباكي."
    حسيت خدودي سخنت لما اتقفشت، وهزيت راسي بس. حط المفتاح في الكونتاكت، والموتور اشتغل بصوت ناعم. كان صوت ملاك. أنا مش من الناس اللي بتحب العربيات أوي، بس بعرف العربية الحلوة لما بشوفها. ربطنا الحزام، وبدأ يسوق. وقتها افتكرت إنه ميعرفش بيتي فين.
    "يعني يا مستر جرايسون، مش محتاج عنوان بيتي؟"
    "عارفه خلاص، فاكرة؟ لما رجعتلك كراستك. وكمان، مكنتش ناوي أوصلك البيت دلوقتي."
    "ي-يعني رايحين فين؟"
    سألت، خايفة من اللي هيطلع من بوقه.
    "استرخي، أنا بس خارج بيكي. بإذنك طبعًا."
    "يعني إيه "خارج"؟"
    "أي مكان."
    
    رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

    Pages

    authorX