لحظات محرجة وحب
لحظات محرجة وحب
2025, كاترينا يوسف
رومانسية
مجانا
فتاة جامعية تعمل بدوام جزئي وتقابل شابًا غامضًا وجذابًا يدعى كيران يثير فضولها وإعجابها. تتخلل القصة مواقف محرجة وتفاعلات مشوبة بالجاذبية بينهما في محيط العمل. تحاول جيما فهم مشاعرها تجاه كيران وتتعامل مع قلقها الاجتماعي، بينما تستكشف أيضًا صداقتها القوية مع أليس وحياتها الشخصية. تتصاعد الأحداث في إطار من الرومانسية الخفيفة والكوميديا والمشاعر المتضاربة.
جيما
تاة جامعية تعمل في قسم التكنولوجيا، تعاني من بعض القلق الاجتماعي وتجد نفسها منجذبة لكيران. دورها يتمحور حول تجربتها في التعامل مع هذا الانجذاب، استكشاف مشاعرها، وتفاعلاتها مع الشخصيات الأخرى.كيران
يصل للتدريب في قسم التكنولوجيا. دوره يتمثل في كونه محور اهتمام جيما ومصدر فضولها وإعجابها. تفاعلاته الصامتة ونظراته تثير تساؤلات جيما وتدفع الأحداث للأمام.أليس
صديقة جيما المقربة وداعمتها. دورها هو تقديم الدعم العاطفي والتشجيع لجيما، بالإضافة إلى كونها شخصية مرحة تساعد في تخفيف الأجواء وتقديم منظور خارجي لأحداث حياة جيما.
بأسمع صوت زور خفيف تاني، وبنفض نفسي من اللي كان في دماغي. "احم، أنا كيران. أنا جاي أتدرب عشان وظيفة في التكنولوجيا؟" بيقولها كأنه سؤال، بيبص عليّ ثواني وبعدين عينيه بتوسع وينزل بصره للأرض. خدوده بتحمر أكتر، وباين إنه ماسك نفسه بالعافية عشان ما يبصش عليّ تاني. إيدي بتدلك على جبيني بالراحة، بحاول أضيع علامة المكتب اللي أكيد معلمة. وبقي مفتوح على الآخر برضه، بس مش عارفة أطلع كلام. "آسفة،" بابتسم ابتسامة مترددة. "أنا اسمي جيما. أنا اللي هوريك المكتب." وبمد له إيدي التانية، اللي ما كانتش على جبيني، عشان أسلم عليه. ده كان بعد ما مسحتها في بنطلوني الجينز عشان أي عرق توتر ظهر في التلاتين ثانية اللي فاتوا. كيران بس بيحرك راسه عشان يبص على إيدي وبيسلم عليا بسرعة، وبعد كده بينزل عينيه تاني. بيقول بصوت واطي "تمام كده" وأنا بلف من ورا المكتب عشان أوريه المكان، وبتجاهل النغزة اللي حسيتها في إيدي. ببص بسرعة في المراية اللي على المكتب عشان أتأكد إن العلامة اللي على جبيني راحت، وبتنفس براحة لما ما بلاقيش حاجة. جولة المكتب كانت مملة بصراحة. بوريه المكتب بتاعه، وبوريه أوضة التصوير، وبأشاور له على الحمامات فين، وأخيرًا بنروح الأوضة اللي فيها الكمبيوترات والأجهزة التانية اللي هيستخدمها في التدريب. وإحنا ماشيين، بحس إنه بيبص عليّ، بس بطرد الإحساس ده من دماغي. أنا نفسي كنت بحاول ما أبصش عليه عشان خايفة ألساني يسيل. "دي أوضة التكنولوجيا. كل اللي هنا بيقولوا عليها 'تِك' اختصارًا، فما تتخضش لما ما تسمعش الكلمة كاملة أبدًا،" بضحك بتوتر على محاولتي أقول نكتة. كيران ما بيقولش حاجة، ووشه لسه محمر شوية من أول ما دخل مكتب التكنولوجيا. على الأقل أنا مش الوحيدة اللي متأثرة، بس مش فاهمة ليه بيتصرف كده. أنا مش صاروخ جمالي زيه. بكمل الجولة، وبنقّف عند مكتب أنتوني. بشرح له دوره كمسؤول التكنولوجيا وإزاي بيدير المكتب، وبفهم كيران إنه ده الشخص اللي هيرجع له عادةً. وبقول له كمان إن هو اللي بيعمل الجدول. "أنا بس بوريك المكان النهارده عشان هو مشغول بشوية حاجات في الحرم الجامعي. عندنا معرض تكنولوجيا كل ترم عشان الناس تيجي وتاخد مساعدة في أي مشاكل تكنولوجية عندهم. دي طريقة كويسة عشان الطلاب يفتكروا إن فيه دعم ليهم هنا وكمان عشان يوصلوا له بسهولة أكتر. فيه تحضيرات كتير بتتعمل للمعرض ده، فمتأكدة إنك هتشتغل على حاجات ليها برضه. عندك أي أسئلة لحد دلوقتي؟" كيران بيهز راسه، وشعره بيتحرك على وشه وبيخلي الندبة بتاعته تبان أكتر شوية. بحاول ما أبصش، وبحول نظري بسرعة. "تمام. طيب، لو ما عندكش أي أسئلة، ممكن أقعدك مع حد بتاع تكنولوجيا بجد عشان يوريك هتعمل إيه. عندك خبرة كبيرة مع الكمبيوترات؟" "أظن،" كيران بيقولها وهو بيرفع كتفه لفوق شوية. بهز راسي وبقلب عيني بسيط، بفهم إنه مش طايق يتكلم معايا. بشوف نظرة في عينيه ثواني، كأنه... متضايق؟ بتروح بسرعة، كأنها ما حصلتش أصلًا. بوصله لحد كريس، واحد تاني بتاع تكنولوجيا، وبقول له يقول لي لو احتاج أي حاجة قبل ما أنتوني يرجع. برجع ناحية مكتبي، وبأدرك إني بقالي كتير بره، وأكيد فيه كام مكالمة فاتتني. قبل ما أخرج من أوضة التكنولوجيا، بحس إني متراقبة. ببص ورايا وبلاقي عين كيران باصة، بس لتحت عند مؤخرتي. لما شافني بصيت، رفع عينيه اللي وسعت بسرعة ورجع بصره لكريس تاني. إيه حكاية الواد ده؟ "مش عارفة يا أليس، بس الواد ده مزّ وغريب فشخ،" بقول في التليفون وأنا ماشية راجعة شقتي. كنت كلمت أليس من كام دقيقة عشان أسألها لو عايزة حاجة من الحرم الجامعي قبل ما أرجع من محاضرات بعد الضهر، بس بقالي كام دقيقة بشتكي لها على اللي حصل الصبح. "شكله كده. كلمتيه تاني قبل ما تمشي؟" "لأ. تجنبت أوضة التكنولوجيا. ما كنتش قادرة أستحمل الجو ده تاني. ما كنتش عارفة ده توتري المعتاد، ولا كان بيبص عليّ، ولا كان فاكرني عفريت قبيح، وده اللي إحنا الاتنين عارفين إني مش كده، بس زي ما انتي عارفة. الناس أذواق. أنا بس بكره إني ما بعرفش أقرأ اللي قدامي، انتي عارفة كده." "أيوة أيوة يا أستاذة علم نفس. عارفة إنك عايزة تقري الناس وتبقي دكتورة نفسية، بس لسه بدري. بطلي تحاولي تعالجي الناس قبل أوانك،" أليس بتضحك. بتنهد وبأهز راسي، وبأفتكر إنها مش شايفاني. "عارفة، بس أعمل إيه؟ هفضل أفكر في الموضوع ده كتير عشان دي طريقة دماغي. ممكن نتكلم أكتر بعدين بقى. أنا داخلة أجيب قهوة. عايزة حاجة؟" "أكيد! هاتيلي بتاعتي اللي متعودة عليها. أنا مستنياكي في البيت." بدخل قهوة على طرف الحرم الجامعي، وبمشي ناحية الكاشير بعد ما قفلت التليفون. بطلب قهوتي المعتادة لاتيه كراميل من غير سكر وموكا بالشوكولاتة البيضاء لأليس من الباريستا المفضلة عندي، جينا. "شكرًا يا نون. غالبًا هشوفك بكرة. أنتِ عارفاني أنا وقهوتي،" بضحك وأنا باخد القهوتين منها. "أكيد. سلميلي على أليس!" "هوصل،" بابتسم. جينا شغالة باريستا في القهوة دي من أول سنة ليا في الجامعة من سنتين. دلوقتي وأنا في تالتة، شفنا بعض كتير. عشان اسمنا قريب من بعض، ارتحنا لبعض بسرعة. حتى بقينا ننادي بعض "نون" و"ميم". كانت هزار في الأول بس لزقت كده. المشي كام بلوك من الحرم الجامعي بيكون مريح للأعصاب دايماً. ميزة المدن الصغيرة إن أغلب الحاجات بتكون على مسافة مشي، وإن الواحد يكون نشيط دي من أحسن الحاجات اللي ممكن أعملها. أغلب الناس ما بيتخيلوش إني نشيطة عشان تخينة، بس دي جينات ومعدل حرق. على الأقل ده اللي اتقالي. بعد سنين علاج نفسي طول حياتي، اتعلمت أتقبل جسمي وكل اللي معاه. الدكتورة بتاعتي، ستايسي، هي اللي ساعدتني في ده. هي اللي ألهمتني إني أبقى دكتورة نفسية زيها. بشوف ستايسي مرة في الشهر دلوقتي وبروح مدينتي عشان أشوفها، غالبًا لما بكون هناك عشان أشوف أبويا. هو عايش على بعد نص ساعة تقريبًا، في مدينة تانية، فسهل أشوفه كتير كده، مع إني بصراحة مش بحب أروح كتير. لو هقول الحقيقة كلها، أنا بروح عشان أشوف ستايسي وهو بيكون الشخص اللي بشوفه بالمرة عشان كده كده أنا في البلد. بدخل شقتي بعد ربع ساعة، بحط القهوة على الرخامة وبرمي شنطة الكتب على الأرض. بقف وببص على الشنطة، بحاول أحدد إذا كنت عايزة أسيبها كده ولا لأ. من ناحية، عايزة أختبر قلقي من إني عايزة شقتي تكون نضيفة، ومن ناحية تانية، مش عايزة أقضي الليل كله بفكر في شنطتي وهي على الأرض وإن حياتي "مش مترتبة". بقرر آخد الشنطة وأحطها في مكانها الصح في أوضتي. لما برجع أوضة المعيشة، بلاقي أليس واقفة هناك بابتسامة خبيثة. "ما حبيتيش تختبري نفسك النهارده، ها؟" بتنهد وبترمي نفسي على الكنبة. "ليه لازم تكوني عارفاني كويس كده؟" أليس بتجيب لي القهوة وبتقعد على الطرف التاني من الكنبة. "عشان أنا صاحبتك المقربة وإنتِ اللي طلبتي مني ألفت نظرك للحاجات دي. ده 'جزء من دراستك'، صح؟" بطلع لساني لأليس وبشرب بق من قهوتي. مع دراستي لعلم النفس، كان مهم إني أبص على نفسي ومشاكلي كويس عشان أحدد إزاي ممكن أتعامل معاها. طلبت من أليس إنها تخلي بالها من "غرائبي"، زي ما أبويا بيسميها، اللي هي عاداتي اللي بتدل على القلق، بس هو مش بيحب يسميها اسمها الحقيقي. كده ممكن أتحاسب. أغلب الوقت بيكون الموضوع مضايق، بس أنا اللي طلبت منها تعمل كده وده بيساعد. "أيوة أيوة. شكرًا." بقلب عيني وبرجع راسي لورا على الكنبة. أليس بتضحك. "آسفة! يا لهوي يا جيما، إنتِ كويسة؟" بتميل عليا وبتربت على خدي بهزار، بتحاول تصحيني. "شكلك محتاجة خروجة بالليل. فيه أي طريقة ممكن أخرجك بيها مع الكل بكرة بالليل؟" "يا أليس..." "لو سمحتي! إنتِ عمرك ما بتخرجي وأنا شايفة إن الرقص هيساعدك تطلعي شوية طاقة سلبية. يمكن كمان يبعد تفكيرك عن الواد كيران ده." وبترفع حواجبها لي. "ماشي. هحاول، بس لازم تسكريني الأول." بتنهد، وبأفتكر مشاكلي المادية الحالية. "كمان، ممكن تضطري تساعديني في حساب المشروبات دي." بأحس بالذنب إني بطلب فلوس من أليس، بس هي عارفة وضعي، وهي دايماً بتطلب مني أخرج حتى لو هتصرف ضعف المبلغ. "يا لهوي طبعًا،" بتبتسم بخبث، "هو أنا بعمل حاجة غير كده؟" "إيه يا أنتوني. أنا ماشية. محتاج حاجة قبل ما أمشي؟" بدخل راسي أوضة التكنولوجيا وببص عشان أشوف موافقته. وأنا بعمل كده، وشي بيخبط في حاجة جامدة قدام الباب. "آي." بدلك على جبيني وأنا سامعة صوت أنين بيرد عليا. ببص لفوق وبلاقي كيران، اللي دلوقتي بيدلك على صدره شوية. "إنتِ كويسة؟" أنا باصة عليه ومش مستوعبة خالص إنه بيكلمني بجد. "يا جيما، عندك ارتجاج في المخ؟" أنتوني بيطلع ورا كيران وبيضحك عليا. "شكلك خبطتي راسك في صدره هنا،" بيقول وهو بيخبط على كيران، "وده جامد بجد." أنتوني بيغمز لي. أنا باصة عليهم هما الاتنين بذهول. "يا عم، بس بقى،" كيران بيبتسم بسيط وهو باصص ناحيتي. ابتسامته بتختفي وبيسألني إذا كنت كويسة تاني، والنظرة بتبقى مركزة زيادة عن اللزوم، كأنه بيحاول يقرأني. "أه طبعًا، كويسة خالص. اتخبطت أخطر من كده." عينيه بتتفتح شوية باستغراب. "قصدي، راسي اتخبطت أخطر من كده. لأ، راسي خبطت حاجات أخطر." بفضل أتلعثم في الكلام وبعدين برفع إيدي لفوق. "خلاص مش هتكلم. أنا كويسة. راسي كويسة. صدرك... كويس." هو فعلاً كويس. عادةً التيشرتات الخضرا بتاعة التكنولوجيا مش بتعمل حاجة للشباب اللي هنا، بس التيشرت بتاعه ضيق شوية وحاضنه في الأماكن الصح كلها. أنتوني بيبص لي بابتسامة خبيثة على إحراجي، وحاطط إيده على وشه وبيحاول يكتم ضحكته. ببص ناحيته تاني بنظرة فيها يأس خفيف. "ممكن أمشي دلوقتي؟" "أيوة. أشوفك الأسبوع الجاي. براحتك خدي بكرة أجازة، شكلك محتاجة راسك تستريح." بنفخ وبقلب عيني، وبلف عشان أخرج من المكتب. أنتوني عارف إني طلبت إجازة بكرة. كانت حاجة مفاجأة بسبب عزومة أليس للخروج بالليل، بس ما بانش عليه إنه متضايق. ده غير إنه استغلها طريقة تانية عشان يغيظني على إحراجي، فمبقتش حاسة بأي ذنب خالص. الحرقة اللي حساها في ضهري بتفكرني إن فيه عينين باصين عليا وأنا خارجة من الباب. ببعت رسالة لأليس بقولها إني في طريقي للشقة. بترد عليا على طول وتقول إنها بتختار لي الطقم وإني لازم أبدو "فاتنة ومثيرة". بضحك وببدأ أمشي ناحية البيت، وبفضل أفكر في صدر كيران وإزاي راسي كانت عايزة ترجع له، حتى لو لثانية واحدة بس. "يا أليس، مش عايزة ألبس ده. إنتِ عارفة إني مش بحب أظهر كل ده من جسمي." بلف ناحية المراية الطويلة وبفحص الفستان اللي اختارته لي. ده فستان هي اللي غصبتني أشتريه السنة اللي فاتت وعمري ما لبسته عشان عمري ما لقيت مكان ألبسه فيه. الفستان ده بجد بيظهر أكتر بكتير من اللي متعودة عليه. لبسي العادي للخروج بيكون بنطلون جينز ضيق وتوب حلو، غالبًا بيكون بيظهر كتفي اللي فيها نمش. الفستان ده فيه ورد أحمر على قماش أسود. طوله لحد نص الفخد وضيق بالقدر الكافي اللي يبين إن عندي منحنيات، وحتى في أماكن مش أحسن حاجة. فتحته واسعة من عند صدري، ومبين أكتر من اللازم في رأيي. في كل الأحوال، حاسة إني حلوة فيه، بس مش حاجة ألبسها عادةً. مش بحب لفت الانتباه الزيادة عليا. "ده المطلوب. إنتِ عارفة إنك مزة، بس عمرك ما بتظهري ده! لو سمحتي بس خلينى ألبسك زي العروسة بتاعتي الليلة. مكياج، شعر، لبس، كل حاجة. أنا مستنية اليوم ده من الصبح." بتأفف لها وبرخي كتفي باستسلام. بتمتم بـ "ماشي" وهي بتكمل اهتمامها بمظهري. بقلع الفستان وبفضل باللانجري الأسود بتاعي عشان أقدر أجهز. بقعد على كرسي قدام المراية وأليس بتبدأ تكوي شعري. "ها، كان عامل إزاي الشغل؟ شفتي مستر الغموض؟" أليس بتسأل وهي بتعض على شفايفها وبتحاول تحط بنسة في شعري الطويل البني المحمر. "أوف. ما تفكرينيش. لسه مش بيتكلم معايا كتير، بس وأنا ماشية النهارده راسي اتخبطت في صدره." "يا جيما،" بتضحك، "أنتِ بس اللي تعملي كده. إزاي ده حصل؟" بشرح لها اللي حصل وبحكي لها عن الكلام اللي لخبطته بعد كده. أليس بتضحك وبتهز راسها. "ليه بتكوني فصيحة كده مع أي حد تاني، بس مش مع الولاد اللي بتلاقيهم جذابين؟" "مش عارفة. فيه حاجة غلط فيا. يمكن عقدة أبويا؟" ببتسم لها في المراية. "يا بت، بلاش ندخل في الموضوع ده. إيه رأيك أروح أجيبلك شوية كحول؟" بهز راسي بالموافقة، ومستعدة أفلت الليلة دي وأنسى مسؤولياتي. ومستر الغموض كمان. بعد ساعتين، كنا في النادي الوحيد في بلد جامعتنا اللي فيه رقص. أليس كانت بتتحرك بجنون جنبي، وشعرها البني الفاتح لازق على رقبتها من العرق. جسمها الممشوق بس فيه منحنيات كان بيتأرجح مع المزيكا، وفستانها الكحلي كان مرفوع لفوق شوية. بتحرك من وراها وبنزل فستانها لتحت بهدوء. بوَسْوِس في ودانها إني هروح الحمام، والكحول بدأ يعمل مفعوله. بتهز راسها بالموافقة، وبتطلب مني أجيب مشروبات في طريقي للرجوع. بتحرك بالراحة وسط ساحة الرقص، بخبط في كذا راجل بيوضحوا إعجابهم بيا بإنهم بيمسكوا مؤخرتي أو بيزعقوا بـ "يا بيبي" فوق صوت المزيكا. بستفرغ جوايا، وأخيرًا بوصل لحمامات الستات في آخر النادي. لحسن الحظ، مش بستنى في الطابور كتير. بعد ما خلصت حاجتي وعدلت ملمع الشفايف، بخرج من الحمام وبخبط في حد. إيه حكايتي مش ببص وأنا ماشية؟ "يا خبر. إيه حكايتك مش بتبصي وأنتِ ماشية؟" إيه ده؟ هو الشخص ده لسه قارئ أفكاري؟ "لأ، ما قرتش أفكارك، بس أعتقد إنك بتفكري بصوت عالي دلوقتي." برفع عيني وبلاقي كيران واقف قدامي، وماسك دراعي الاتنين عشان يتأكد إني ثابتة. كالعادة، الكلام بيهرب مني. وده مش بيساعد إن إيده بتحرق جلدي بأحلى طريقة ممكنة. عينين كيران بتنزل وبتتتبع جسمي ببطء. كل بوصة فيا بتنور، وبتخلي الحرارة تطلع لخدودي. دراعي بيقشعر وبأعتقد إنه حس بده، عشان إيده بتسيبهم بعديها على طول. بيحنك وبيبعد شعره عن جبينه، ودي عادة لاحظتها عنده. واقف قريب خطير. بستغل الفرصة وببص عليه، لابس بنطلون جينز غامق، وقميص أبيض، وجاكت جلد. يا لهوي. يا خراشي، يا رب ما يكونش ده طلع مني بصوت عالي. وش كيران بيتحول لابتسامة خبيثة. بيقرب بوقه من وداني، وريحة كحول خفيفة بتخترق حواسي. "أنا مبسوط إنك كويسة. ما تخبطيش في حد تاني، تمام؟ حابب أفتكر إني أنا الوحيد اللي بتعملي كده معاه." بيبتسم بغرور وبيمشي ناحية ساحة الرقص، وبيختفي في الزحمة وأنا باصة وراه باستغراب. إيه الهبل ده؟ "يا جيما! كنتي فين؟" أليس بتزعق لي فوق صوت المزيكا لما برجع لها ومعايا المشروبات في إيدي. "احم، مستر الغموض هنا. وبص عليّ بصة فظيعة كمان. شكرًا على اقتراح اللبس." أليس بتلف ناحيتي بصدمة. بتصرخ بفرحة، وبتحضني وهي بتتأرجح بيا رايحة جاية. "يا بت، يا بت. مش لازم ندلق المشروبات بتاعتنا،" بضحك. "ده غير إن ده غالبًا ما كانش حاجة." أليس بتديني واحدة من نظراتها المشهورة، اللي بتقول لي إنه مستحيل ما يكونش حاجة. بهز كتفي وببدأ أرقص تاني، وباحتك بأليس لما أغنية آر أند بي بطيئة بتبدأ. مع إني مش بخرج كتير، أنا بحب الرقص. ممكن ما أكونش أحسن واحدة بترقص، بس عندي نوع من الإيقاع. وأنا بلف عشان أدي فرصة لأليس تتحرك قصادي، بشوف كيران الناحية التانية من الأوضة، ماسك في واحدة طويلة وشعرها أشقر. السبب الوحيد اللي مخليني متأكدة إنه هو هو الجاكت الجلد اللي كان لابسه من شوية وشعره الغامق. وحقيقة إنه بيزق البنت دي على الحيطة بعنف وهو بيبوسها جامد، بعد اللحظة دي معايا على طول، مضايقاني شوية. بوقف حركتي، وده بيخلي أليس تلف وتلاحظ تعبير وشي. "إيه، بتبصي على إيـ..." بتقف في نص السؤال لما بتبص في الاتجاه اللي أنا باصة فيه. "هو ده؟" بهز راسي وعيني أخيرًا بتسيب المنظر. "كله تمام. أنا ماليش حق فيه. يلا بينا نكمل رقص. بس الأول، مشروب تاني،" بقولها وأنا بخبط الكوباية اللي في إيدي على الترابيزة. "لأ لأ. إيه رأيك نلاقي واد تاني؟ يمكن ده يلفت نظره،" أليس بتزعق الكلام ده في وداني وبأهز راسي. الرقص مع الصحاب حاجة، بس مع واد؟ مستحيل. مش عايزة أبدأ حاجة مش ناوية أكملها خالص. فجأة، بلاقي نفسي بتدفع ناحية واد أطول مني بحوالي نص قدم عن طولي اللي هو خمسة قدم وسبعة بوصة. بيبتسم وبيوطي راسه وبيسألني عن اسمي وإيه اللي عمله عشان أكرمه بوجودي في ساحة الرقص. بضحك على سؤاله وبقول له اسمي. "أنا اسمي تايلر. بما إنك موجودة بالفعل، تحبي ترقصي؟" بهز راسي له، وكل ترددي بيختفي مع تأثير الكحول، اللي بيخليني أنسى. ببدأ أتمايل مع المزيكا، ووسطي بيلاقي طريقه في إيده. حاسة بثقة غريبة الليلة دي. أكيد ده بسبب الفستان. أو بسبب الإعجاب اللي شفته في عينين كيران من شوية. في كل الأحوال، ده نافع معايا. بلف عشان ضهري يكون ناحية وش تايلر، ولسه بحرك وسطي وهو ماسكه جامد. ببص قدامي وبلاقي المكان اللي كيران كان بيبوس فيه البنت الشقرا من كام لحظة. لدهشتي الكاملة، بلاقي عينيه، اللي فيها نظرة جليدية بتخترقني لحد جوايا. ده ما بيوقفنيش عن إني أكمل رقصي مع تايلر. برجع راسي لورا وبلف ناحيته، وببتسم، وبدعوه إنه يبوسني. لحسن الحظ، بيفهم قصدي. البوسة كويسة، مش حاجة مميزة، بس هي حاجة. دي حاجة بتشتت انتباهي وحاجة ما كنتش فاكرة إني كنت مشتاقة لها. عاطفة؟ اهتمام؟ مش متأكدة. كل اللي أعرفه إني عايزة كيران يشوفني وأنا ببوس حد تاني، عشان لسبب مش مفهوم، وجعني إني شفته مع بنت تانية.
تعليقات
إرسال تعليق