رواية : الممر السري | حكايات المنزل المهجور

الممر السري

2025, محمد السيد

رعب

مجانا

في منزل مهجور تسوده الغموض، تجد ولاء وخالد نفسيهما مدفوعين بفضول لاستكشاف أسراره المظلمة. يكشف دخولهما عن صور لعائلة سعيدة وعلامات غريبة، مما يوحي بتاريخ مأساوي ووجود قوى خفية. يزداد الرعب مع اكتشاف ممر سري وأصوات همس تنادي باسميهما، مما يقودهما لمواجهة روح المنزل التي تكشف عن قصتها المؤلمة. تتصاعد الأحداث ليجد الصديقان نفسيهما في صراع لمساعدة الروح على التحرر وإيجاد السلام

ولاء

فتاة تتميز بشجاعتها وحبها للاستكشاف والمغامرة. هي التي تقود الأحداث بفضولها وإصرارها على كشف أسرار المنزل المهجور، وغالبًا ما تتغلب على خوف صديقها.

خالد

صديق ولاء، وهو أكثر حذرًا وترددًا منها. يظهر عليه الخوف من المجهول والأجواء المرعبة للمنزل، لكنه يظل وفيًا لصديقته ويتبعها على الرغم من مخاوفه، ويشهد تحولًا في شجاعته خلال الأحداث.
تم نسخ الرابط
رواية : الممر السري

 الفصل الأول - دخول المنزل المهجور
صور رعب
ولاء وخالد وقفا أمام المنزل المهجور، ينظران إلى البناء المتهالك الذي يقبع في ضواحي المدينة. كان الظلام يخيم على المكان، والغابات الكثيفة تحيط به من كل جانب، مضيفة جوًا من الغموض والرعب. "هل أنت متأكد من أننا نريد الدخول إلى هذا المكان؟" سأل خالد، صوته مرتعشًا قليلاً. ولاء أجابت بثقة: "بالطبع! هذا ما نبحث عنه منذ زمن. لا تخف، سأكون معك طوال الوقت." خالد أومأ برأسه بتردد، لكن نظرة الحماس في عيني ولاء جعلته يشعر بالطمأنينة قليلاً. مع تنهيدة عميقة، اقترب من الباب الرئيسي للمنزل. ولاء سبقته وضغطت على المقبض، الذي تحرك بصعوبة. الباب انفتح بصرير مخيف، كاشفًا عن ممر مظلم يؤدي إلى داخل المنزل. "بعد أنت," قالت ولاء بابتسامة، وهي تشير إلى الداخل. خالد ابتلع ريقه بصعوبة وتقدم إلى الأمام، وهو يحاول إخفاء ارتعاشه. ولاء تبعته بخطوات ثابتة، مشرقة بالحماس. قطع الظلام داخل المنزل رؤيتهما، لكن ولاء أخرجت مصباحًا صغيرًا وأضاءت الطريق أمامهما. الجدران المتهالكة والأرضية المليئة بالغبار أضفت جوًا كئيبًا على المكان. "انظر إلى هذا!" صاحت ولاء فجأة، مما جعل خالد يقفز مذعورًا. "هناك صورة قديمة على الحائط." خالد تقدم بحذر ليرى الصورة. كانت تظهر عائلة سعيدة - أب وأم وطفلان صغيران - يبتسمون إلى الكاميرا. كان المنزل في الخلفية، وقد بدا وقتها مختلفًا تمامًا عما هو عليه الآن. "تساءلت ما الذي حدث لهم..." قالت ولاء بصوت خافت. "ربما هذا المنزل له قصة مظلمة." خالد أومأ برأسه بحذر. "ربما نحن لا ينبغي أن نكون هنا. هذا المكان يبدو مخيفًا جدًا." "لا تكن جبانًا!" قاطعته ولاء بحدة. "لقد جئنا هنا لاستكشاف الأسرار. لا يمكننا الرحيل الآن." خالد تنهد بتردد ولكنه لم يعترض أكثر. ولاء بدأت في التقدم عبر الممر، وهو اضطر إلى متابعتها على الرغم من مخاوفه. كلما خطوا إلى الأمام، بدا الظلام أكثر كثافة. الأصوات الغريبة التي تنبعث من الغرف المجاورة جعلت خالد يشعر بالقشعريرة. لكن ولاء استمرت في المضي قدمًا بحماس. فجأة، وقفت ولاء في مكانها. "انظر إلى هذا!" قالت بصوت مرتفع. خالد تقدم بحذر ليرى ما الذي لفت انتباهها. على الجدار، كانت هناك علامات غريبة - رموز وأشكال مبهمة محفورة في الخشب المتآكل. "ما هذا؟" سأل خالد بخوف. "لا أدري..." أجابت ولاء، وهي تمر أصابعها فوق العلامات بحذر. "لكن هذا يبدو كإشارة تحذير. ربما هناك شيء خطير في هذا المكان." خالد أحس بالخوف يزداد. "ربما نحن يجب أن نغادر الآن. لا أريد أن أكون هنا أكثر من هذا." لكن ولاء لم تستمع إليه. كانت تتفحص العلامات بشغف، مندفعة إلى الأمام بفضول لا يمكن إيقافه. "انتظري!" صاح خالد، وهو يحاول مسك ذراعها لإيقافها. "لا تذهبي إلى هناك. لا أريد أن أتعرض لأي خطر!" لكن ولاء تحررت من قبضته بسهولة. "لا تخف، سأكون بخير. لا تتركني وحدي هنا." وبذلك، واصلت ولاء التقدم عبر الممر المظلم، وتركت خالد يتردد للحظة قبل أن يتبعها بخطوات متثاقلة، قلقًا على سلامتهما الفصل الثاني - اكتشاف الممر السري
صور رعب
ولاء وخالد تقدما ببطء في الممر المظلم، وسط أصوات غريبة تنبعث من الغرف المجاورة. كان خالد يشعر بالرعب، لكن ولاء كانت مندفعة بفضولها للاستكشاف. "هل سمعت ذلك؟" همس خالد بصوت مرتجف. "أنا أعتقد أننا يجب أن نعود إلى الخارج." ولاء ألقت نظرة فاحصة حول الممر. "لا تكن جبانًا يا خالد. هناك شيء ما هنا يجب اكتشافه." قالت بحماس. تابعا المسير حذرين، وفجأة اصطدما بباب خشبي قديم. ولاء دفعته ببطء، مكشوفة عن غرفة مليئة بالأغراض القديمة والصور المتراكمة على الرفوف. "انظر إلى هذه الصور!" صاحت ولاء بإثارة، تقترب من إحدى الصور المتراكمة على المنضدة. "هذه عائلة كانت تعيش هنا من قبل." خالد تردد وقال: "ربما علينا أن نغادر الآن. لا أريد أن أعرف المزيد عن هذا المكان." ولكن ولاء لم تستمع إليه. بدأت تتجول في الغرفة، تفحص كل زاوية بفضول. "انظر إلى هذه العلامات على الجدران!" قالت وهي تمرر أصابعها فوق النقوش الغريبة. "ما هي هذه الرموز؟" خالد اقترب منها بحذر. "ربما كانت هناك طقوس غريبة تحدث في هذا المكان. هيا بنا نخرج من هنا قبل أن يحدث شيء سيء." ولكن ولاء لم تكن مستعدة للرحيل بعد. "انظر إلى هذه الأشياء!" قالت وهي تشير إلى مجموعة من الأغراض القديمة المتناثرة على الأرض. "هناك الكثير من الأسرار مخبأة هنا. لا يمكننا المغادرة الآن." فجأة، سمعا صوتًا خافتًا يأتي من إحدى الزوايا المظلمة. كان همسًا غريبًا، يبدو وكأنه ينادي اسمهما. خالد قبض على ذراع ولاء بإحكام. "هيا بنا نخرج من هنا على الفور!" صاح بصوت مرتجف. ولكن ولاء لم تتحرك. كانت تستمع بتركيز إلى الأصوات الغامضة. "هل سمعت ذلك؟" همست. "إنه ينادينا." خالد حاول جذبها نحو الباب. "لا أهتم! هذا المكان مسكون! علينا الخروج من هنا قبل أن يحدث شيء سيء!" ولكن ولاء لم تستجب. كانت مأخوذة بالفضول تجاه هذه الأسرار المظلمة. ببطء، بدأت تتقدم نحو المصدر الغامض للأصوات. "ولاء! ماذا تفعلين؟" صاح خالد بيأس. ولكن ولاء لم تلتفت. كانت مصممة على مواصلة استكشافها. فجأة، ظهرت ظلال غامضة في الزاوية المظلمة. كانت متحركة، كأنها تراقبهما. خالد صرخ من الرعب وبدأ في الركض نحو الباب. ولكن ولاء لم تتحرك، بل ظلت واقفة هناك، مأخوذة بما تراه. "ولاء! تعالي!" صاح خالد من بعيد. "علينا الخروج من هنا على الفور!" ولكن ولاء لم تستجب. كانت مصممة على مواجهة هذه القوى الغامضة، بالرغم من مخاوف صديقها. وبينما خالد يختفي في الممر، بقيت ولاء وحدها في الغرفة المظلمة، متحدية المجهول الذي ينتظرها الفصل الثالث: مواجهة روح المنزل
صور رعب
كانت الظلمة تكتسح ممرات المنزل المهجور، وسط أصوات همس غامضة تتردد في الأركان. ولاء وخالد يحاولان الهروب من هذا الكابوس، لكن شيئًا ما يمنعهما من المغادرة. "خالد، هيا بنا! لا أريد البقاء هنا أكثر من ذلك!" هتفت ولاء بصوت مرتجف، وهي تتقدم بحذر في الممر المظلم. لكن خالد لم يتحرك من مكانه، وعيناه مثبتتان على الظلمة المحيطة به. "لا أستطيع، ولاء. لقد انتهى الأمر بنا. لا أريد أن أموت هنا!" ولاء أمسكت بذراع صديقها بقوة. "لا تكن جبانًا الآن! لقد جئنا إلى هنا معًا، وسنخرج سويًا. ثق بي." لم يكن خالد مقتنعًا، لكن صرار ولاء دفعه للتحرك ببطء خلفها. فجأة، ظهرت أمامهما صورة ضبابية تتشكل في الهواء. كانت الروح قد تجسدت أمامهم. "لا تخافا، أبنائي. لقد انتظرتكما طويلاً" همست الروح بصوت خافت. ولاء شعرت بالخوف لحظة، لكن سرعان ما استعادت شجاعتها. "من أنت؟ ما الذي حدث لك؟" "أنا روح هذا المنزل" أجابت الروح بحزن. "لقد عشت هنا منذ زمن بعيد، أراقب كل من دخل إلى هذا المكان. لقد حدث لي أمر مروع..." بدأت الروح في سرد قصتها المؤلمة. كانت هذه العائلة التي ظهرت في الصورة القديمة هي عائلتها، التي عاشت في هذا المنزل. لكن ذات يوم، حدث حريق مأساوي أودى بحياتهم جميعًا. منذ ذلك الحين، ظلت روحها عالقة هنا، تعيش في عذاب لا ينتهي. ولاء استمعت بتأثر شديد. "لقد عانيت الكثير. لكن لماذا تمنعنا من المغادرة؟" "لأنني أخاف من البقاء وحيدة هنا" أجابت الروح. "لا أريد أن أكون وحيدة مرة أخرى. أرجوكما، ساعداني!" خالد ارتجف خوفًا، لكن ولاء لم تتردد. "لا تخافي. سنساعدك على إيجاد السلام. لكن عليك أن تسمحي لنا بالخروج أولاً." الروح ترددت للحظة، ثم وافقت بحزن. "حسنًا. لكن تعدا لي أنكما ستعودان." ولاء نظرت إلى خالد بإصرار. "سنعود. أنا واثقة من ذلك." خالد لم يكن مقتنعًا، لكنه وافق على المضي قدمًا. ببطء، اقتربا من الروح، وشعرا بقوة غامضة تنبعث منها. كانت هناك لحظة من التردد، ثم فتحت الروح الطريق أمامهما. "اذهبا الآن. لكن تذكرا وعدكما" همست الروح قبل أن تختفي في الظلام. ولاء وخالد سارعا إلى الخروج من المنزل، ولكن الرعب الذي عاشاه لن ينساه أحدهما أبدًا. كانا يعرفان أنهما سيعودان إلى هذا المكان مرة أخرى، لمساعدة الروح المسكينة على إيجاد السلام الذي تستحقه الفصل الرابع: الخروج من الكابوس
صور رعب
ولاء وقفت أمام روح المنزل، تتأملها بعمق. لقد رأت الكثير من الأشياء المروعة هنا، لكنها لم تشعر بالخوف. بدلاً من ذلك، شعرت بالتعاطف تجاه هذا الكائن الغامض الذي كان يحمل ثقل الماضي على كاهله. "أنا أفهم ما مررت به"، قالت ولاء بصوت هادئ. "لا أستطيع تخيل الألم والمعاناة التي عشتها. لكن أنا هنا الآن، وأريد المساعدة في إنهاء هذا الكابوس." الروح تحركت بتردد، وكأنها تحاول فهم نوايا ولاء. ثم بدأت في سرد قصتها المؤلمة - كيف أن عائلة كانت تعيش في هذا المنزل قبل سنوات عديدة، وكيف أن أحداثًا مروعة أدت إلى موتهم جميعًا. الروح كانت عالقة هنا، تحمل ذكرى هذا الحدث المأساوي. ولاء استمعت بانتباه، وشعرت بالحزن والغضب تجاه ما حدث. لقد كانت تلك القصة مروعة بالفعل، وأدركت لماذا كانت الروح تشعر بالعذاب والرغبة في الانتقام. "أنا آسفة جدًا على ما حدث لك"، قالت ولاء بصوت خافت. "لا أستطيع تغيير الماضي، لكن ربما يمكننا إيجاد طريقة لإنهاء هذا الكابوس." في هذه اللحظة، ظهر خالد من خلف ولاء. كان خائفًا ومتردداً، لكن رأى عزم ولاء وقرر أن يقف بجانبها. "نحن هنا معًا"، قال خالد للروح. "نريد المساعدة في إنهاء معاناتك. هل يمكننا المساعدة في إيجاد السلام الذي تحتاجينه؟" الروح تردد لبرهة، ثم بدأت في الاقتراب منهما ببطء. ولاء شعرت بالتوتر، لكنها لم تتراجع. بدلاً من ذلك، مدت يدها ببطء نحو الروح، كأنها تحاول إقامة اتصال. في تلك اللحظة، شعرت ولاء وكأنها تغوص في ذكريات الروح. رأت صور العائلة السعيدة في المنزل، ثم المشاهد المروعة لموتهم. شعرت بألمهم وحزنهم العميق. وأدركت أن الروح كانت عالقة هنا، تحاول البحث عن السلام والراحة التي لم تجدها. ولاء أغمضت عينيها وتركت نفسها تغرق في هذه التجربة. عندما فتحتهما مرة أخرى، رأت الروح قد تغيرت. لم تعد ضبابية وغامضة، بل أخذت شكل امرأة جميلة تبدو مرتاحة وهادئة. "شكرًا لك"، قالت الروح بصوت رقيق. "لقد منحتني السلام الذي كنت أبحث عنه منذ زمن طويل." ثم بدأت الروح تتلاشى ببطء، وكأنها تذوب في الهواء. ولاء ونظرت إلى خالد، الذي كان ينظر إليها بدهشة وإعجاب. "لقد فعلتِها"، قال خالد بصوت خافت. "لقد حررتِ الروح من عذابها." ولاء ابتسمت بهدوء. "نعم، لقد كان الأمر صعبًا، لكن كان عليّ المساعدة. لا أستطيع تخيل المعاناة التي عاشتها هذه الروح لسنوات." خالد أومأ برأسه بفهم. ثم التفت ليواجه ولاء مباشرة. "أنت شجاعة للغاية"، قال. "لم أكن أعتقد أننا سنتمكن من مواجهة هذا الكابوس، لكنك أثبتِ أنني كنت مخطئًا." ولاء ضحكت قليلاً. "كنت أعرف أنك ستكون معي في النهاية. لقد خفت في البداية، لكنك تجاوزت مخاوفك من أجلي." خالد ابتسم بخجل. "نعم، لقد كان الأمر صعبًا، لكن لم أكن أستطيع تركك وحدك في هذا المكان المخيف." الاثنان نظرا حول المنزل المهجور، الذي بدا الآن أكثر هدوءً وسلامًا. ثم التفتا ليمضيا في طريقهما، مدركين أن تجربتهما هنا ستبقى معهما إلى الأبد. كانت هذه مغامرة لن ينساها أي منهما. لقد واجها المخاوف والأسرار المظلمة للمنزل، وخرجا منه أقوى وأكثر تقديرًا للحياة. سيحملان معهما ذكريات هذه التجربة، وستشكل جزءًا لا يتجزأ من مسيرتهما في الحياة.

تعليقات

authorX