الفصل الثاني: بائس - ملحمة الأرواح
الفصل الثاني: بائس
2025, صالحي عمرو
فانتازيا
مجانا
في ممرات المدرسة القاسية، يتجرع إيثان مرارة التنمر والوحدة، متسائلاً عن سبب قسوة حياته. يعود إلى حضن أمه المثقلة بالحزن، التي تدرك معاناته وتفتقد زوجها الغائب. في الغابة المظلمة، يطلق إيثان صرخة ألمه ليقع في حفرة تقوده إلى مكان غامض. يستيقظ ليجد علامة مشؤومة على ذراعه بعد نجاته من انهيار وشيك.
إيثان
طالب في المرحلة الثانوية، يعاني من الوحدة والتنمر المستمر منذ المرحلة الإعدادية. يتميز بشخصية حساسة ومكتومة، ويفتقد والده. يبدو أنه يمر بتجارب قاسية تكشف عن قوة داخلية مخبأة.والدة إيثان
امرأة محبة وقلقة على ابنها، تعاني من صعوبات الحياة بمفردها بعد رحيل زوجها. تبدو ضعيفة وغير قادرة على حماية ابنها من قسوة العالم الخارجي، لكنها تملك حساً مرهفاً تجاه مشاعره.أوليفر
صديق إيثان منذ الطفولة، ويبدو أنه يواجه تحديات مماثلة في حياته، مثل التنمر. يمثل نقطة الدعم الوحيدة لإيثان في محيطه المدرسي.
ضحكات علت في ممر المدرسة,كاشفةً عن قسوة قلوب سكان هذا العالم,وقف إيثان مخفضا رأسه لأرض وكتبه مبعثرة تحت قدميه,ملامح وجهه المتألم ليس بسبب الضرب الذي تعرض له بل من الإحراج الذي شعر به,إنخفض لجمع كتبه ويداه ترتعشان ليتخبط إيثان بداخله "لماذا.....لماذا حياتي هكذا". في ممر المدرسة,كان إيثان طالب سنة أولى ثانوي,يحمل قلبا مثقلا بالوحدة,لم يعرف أبا,فقط ذكر إسمه في قصص والدته التي كانت ترافقه منذ أولى خطواته في الحياة كانت هي عائلته الوحيدة لم يكن يشعر بحضور أي شخص أخر سوى أوليفر الذي قابله أول مرة في الروضة,كان أوليفر زميلا وصديقا,يتقاسمان معا كل اللحظات الحلوة و المرة,لكن الحياة لم ترحم أوليفر أيضا فقد كان يواجه هو الأخر تحديات التنمر التي لم تتوقف عن إهانته. بجسده النحيل، وعينيه الزرقاوين، وشعره الأسود، وبشرته الشاحبة، أصبح إيثان هدفًا للتنمر منذ سنته الأولى في المدرسة الإعدادية حتى بداية عامه هذ في الثانوية. كان جيمس ولوكاس ومونيكا يعذبونه يوميًا.
تمضي ساعات المدرسة الثقيلة، ومع غروب الشمس، يعود إيثان إلى منزله محاولًا إخفاء ندوب قلبه المتقرّحة. يفتح الباب بهدوء، حذرًا من إيقاظ والدته، لكن صرير الباب العالي أيقظها: "ابني العزيز، هل عدت؟ تعال، أمك اشتاقت إليك." وضع إيثان حقيبته، وخلع حذاءه، ثم توجه لغرفة أمه ومن شدة التوتر إنساب العرق من جبينه دخل غرفة والدته بابتسامة خفيفة. اقترب منها واحتضنها كأنّه محارب عاد من معركة شاقة. دمعة تسلّلت إلى خده، فسارع بمسحها. "كيف كان يومك، يا غزالي النحيف؟" سألت. ابتسم إيثان وهو يحكّ رأسه: "كان يومًا رائعًا. قضيت وقتًا ممتعًا مع أوليفر وأصدقائنا الجدد." ورغم ملاحظتها لحزنه الدفين، اختارت ألا تضغط عليه. "سعيدة لسماع ذلك، يا بني." وقف إيثان مبتسمًا بخفة: "ارتاحي يا أمي، سأقوم بتنظيف المنزل وإعداد العشاء." بعد ساعتين من تنظيف المنزل و إعداد العشاء إنتشرة رائحة الحساء اللذيذ في جميع أركان المنزل، أطعم إيثان والدته حتى شبعت ليتأمل في وجهها المتعب الذي كاد أن يغط في النوم ثم نهض، واستأذنها وخرج من المنزل كعادته وأثناء تحديقها في الجدار، قالت بصوت مثقل بالحزن:
"يا بُني، أعلم أنك تعاني في المدرسة. أكاذيبك لا تخدعني؛ أنت تحك رأسك في كل مرة تكذب فيها. سامحني، يا ولدي... ليس لدي القوة لأغيّر هذا الوضع. لويس، لماذا تركتني أتحمّل هذا وحدي؟ ابنك وأنا بحاجة إليك..." في الخارج، وصل إيثان إلى غابة كثيفة يغمرها ضوء القمر الفضي. تتردد في ذهنه ذكريات المتنمّرين وضحكاتهم الساخرة. زوايا الغابة المظلمة كانت صامتة كأن لا حياة فيها، لكن داخل إيثان كانت صرخات غاضبة تتردد: وقف إيثان رافعا رأسه نحوى السماء ليعم الصمت تلك الغابة فجأتا أطلق إيثان صرخة ألم كان يخبأه منذ الصباح "لماذا؟ ما الذي فعلته لأحصد هذا كل ما أريده هو أن أعيش حياة عادية هل هذا كثير" تسارعة نبضات إيثان من شدة غضبه ليضرب شجرة بكل قوته، ثم صرخ من شدة الألم تراجع إيثان في هذه اللحظات للخلف بسبب ألمه الشديد ليتعثر بجذع شجرة كان يعترض طريقه ويسقط في حفرة سوداء تسارعة الأفكار في ذهنه وإزداد الضغط من حوله همس بصوت خافت: "هل هذه هي النهاية؟ نعم... أمي، سامحيني، هذا قدري؛ سأقابل والدي الآن." ليحس بصدمة قوية في رأسه بعد ساعات، استيقظ ورأسه ينبض بالألم، يتأوه قائلًا: "آه... مؤلم... أين أنا؟ المكان مظلم جدًا." شعاع أحمر إنعكس ضوئه على وجه إيثان، فنهض بصعوبة يتلمّس طريقه متعثرًا، يبحث عن مصدره. وبعد بضع دقائق في ممرّ يشبه النفق، ظهر أمامه عمود حجري على الطراز الروماني، تعلوه قطعة شطرنج على شكل ثور. اقترب إيثان منه، مترددًا في لمسه، لكن فضوله دفعه للاستمرار. مع إقتراب يده من القطعة، ازدادت حرارة الغرفة بذالك أكثر فأكثر، لكنه لم ينتبه، فقد كان تركيزه كله على الضوء الأحمر الساطع منها. وفجأة، شعر بألم حاد يخترق ذراعه، فصرخ من شدته. لم تمر ثانية لتقوم الأرض بلإهتزاز بجنون كان ذالك المكان سينهار على رأس إيثان
إتسعة عيناه من شدة الخوف لينطلق ركضا محاولا تفادي تلك الصخور المتساقطة من فوقه متجها نحو مخرج مضاء بضوء القمروضع إيثان أمله كله في تلك القفزة الأخيرة نحوى ذالك المخرج ونجا بصعوبة. إستلقى بطلنا في ذالك المكان بجانب طريق سريع محاولا إستعادة أنفاسه ليحس بعد ذالك بلسعات خفيفة على ذراعه ليرفعها محاولا تفحصها لكن ما رأه كان غريبا "ما هذا؟ وشم؟" أود أن أعبر عن امتناني العميق لكل قرائي الأعزاء لوصولهم إلى هذا الجزء من الرواية. أعدكم بأن الأحداث ستشهد تطورًا مثيرًا وزيادة في الحماس مع مرور الوقت. أبقوا متابعين للمزيد من التشويق والإثارة!
تعليقات
إرسال تعليق