هبه والمنتقم (الفصل العاشر)
هبه والمنتقم
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
بعد الضربة، رامي يتعافى جسديًا لكن روحه انطفأت، بينما حازم يصارع غضبه وعجزه. هبة، رغم التحذيرات، تزوجت كريم لتجد نفسها في قسوة متزايدة وعزلة مؤلمة. لقاء عابر بماهر يكشف عن حزنها الدفين الذي تخفيه عن الجميع. في ليلة ماطرة، يعترف الأصدقاء بتغيرهم، لكن رامي يزرع بذرة أمل في إمكانية النهوض مجددًا، بينما يتخذ سليم قرارًا صامتًا لمساعدة هبة.
رامي
شاب تعرض لإصابة جسدية أثرت على حركته وحالته النفسية. أصبح أكثر صمتًا وفقد بريق عينيه، لكنه لا يزال يبحث عن قوة للنهوض من جديد.سليم
صديق وفيّ يحرص على دعم رامي بزياراته المستمرة. يبدو عليه الهدوء، لكنه يحمل بداخله إصرارًا على مساعدة هبة.هبة
امرأة تزوجت من كريم رغم وضوح علامات قسوته. تعيش حياة تعيسة مليئة بالإهانة والعزلة، لكنها تحاول التماسك للحفاظ على زواجها.
رامي اتحسن، لكنه ما بقاش هو نفسه. الضربة مأثّرة على رجله، وبقى يمشي بعكاز. كان ساكت كتير، بيضحك أوقات، بس الضحكة ما بتوصلش لعينيه. سليم فضل يزور رامي كل يوم، بيتكلم قليل، بس وجوده بيطمن. حازم بقى بينفجر بسرعة، دايمًا متنرفز، حاسس إنه عاجز ومش قادر يحمي الناس اللي بيحبهم. بس الغصة الأكبر كانت في بيت هبة. هبة اتجوزت كريم، رغم كل العلامات اللي كانت واضحة، يمكن لأنها حبيته بصدق، أو يمكن لأنها صدقت إن القسوة كانت غلطة وهتعدي. بس القسوة ما عدتش… زادت. كريم كان بيكلمها كأنها أقل منه، كل حاجة بتعملها "غلط"، صوته عالي، وعيونه باردة. يوم قالت له إنها تعبانة ومش قادرة تطبخ، قال لها بكل برود: "أنا مش متجوز علشان أسمع أعذار، قومي واعملي اللي وراك." كانت بتبلع الإهانة وتسكت، مش علشان ضعيفة، بس علشان كانت لسه بتحاول تحافظ على بيت. في مرة، قابلت ماهر في السوبر ماركت صدفة. شاف عيونها منفخة من البكا، وشها شاحب. سألها: "هبة، إنتِ كويسة؟" هزت راسها وقالت بهمس: "أنا تعبانة يا تامر... بس مش عايزة حد يعرف." ماهر سكت، قلبه اتخبط، بس احترم وجعها وسابها تمشي. وفي ليلة مطر، حازم كان قاعد مع رامي وسليم. قال فجأة: "أنا حاسس إني تايه. إحنا كلنا اتغيرنا... الدنيا خدت مننا كتير." رامي رد وهو بيبص في رجله: "مش مهم إحنا اتكسرنا قد إيه، المهم نعرف نرجع نقف." سليم سكت، بس في قلبه كان فيه قرار بيتكون... إنه لازم يساعد هبة، حتى لو ما طلبتش. كلهم بقوا جراح ماشية على رجلين. كريم بقى شخص تاني... أو يمكن كان دايمًا كده، بس هي ما كانتش شايفة. كان بيصحى الصبح يرمقها بنظرة جامدة ويقول: "مش عايز أرجع ألاقيك خارجة، مفهوم؟ البيت مش ناقص فضايح." كانت بتسكت، تحاول تبرر له، تقول: "كنت عايزة أزور ماما، من زمان ما شفتهاش..." يرد ببرود قاتل: "أنا اللي بقرر إمتى تشوفيها، مش إنتِ. وخلّيكي في حدودك." كل حاجة اتحولت لسجن. موبايلها، لابتوبها، حتى شباك أوضتها كانت بتفتحه بسرّ لما بيكون نايم. في يوم، وهي بتلم الغسيل، وقعت صورة من درج الدولاب... كانت صورة ليها وهي بتضحك مع صاحبتها القديمة، قبل الجواز، قبل العتمة.
عوده حميده يا قمري
ردحذف