رواية هبه والمنتقم: الفصل 11
هبه والمنتقم
2025, خضراء سعيد
اجتماعية
مجانا
"خلود" الأم الهادية، و"هبه" البنت اللي لسه خارجة من ضغط امتحانات الثانوية، وسط شقاوة إخواتها وجنان اللحظات اليومية. بس ورا الضحك والركض، فيه همسة غريبة من العلية… كأن في حاجة مش طبيعية بتحصل. ضحك عائلي، ومواقف مجنونة، ونغزة غموض خفيفة بتخلي القارئ مستني اللي جاي.
لمياء
شخصية دافئة ومحبة للعائلة، تتذكر لحظات سعيدة وتتوق لتكرارها. تبدو ملاحظة ولديها حساسية تجاه تغير مزاج الآخرين.نور
طفلة متحمسة وبسيطة، تعبر عن رغبتها الصادقة في لم شمل العائلة.
بكت... مش بس من الذكريات، لكن من الإحساس إنها بقت مجرد ظل لبنت كانت بتحب الحياة. حاولت تبعت رسالة لصاحبتها، لكن كريم كان ماخد منها الأرقام القديمة. مفيش تواصل، مفيش مخرج. وفي ليلة شديدة البرد، بعد ما ضربها بالكلام والشتيمة، قعدت على الأرض تبكي. قلبها بيصرخ، بس صوتها ما بيطلعش. حست إنها بتختنق... مش من القسوة، لكن من الإهمال، من الوحدة، من كونها حبيسة بيت، وزوج، وصمت قاتل. وفي عز ده، تذكرت جملة قالتها لصاحبتها زمان: "أنا مش هسمح لحد يكسّرني مهما حصل." نهضت، مسحت دموعها، وبصت في المراية... وجهها كان شاحب، بس عينيها فيها لمعة صغيرة، كأنها بتقول: "لسه ما انتهتش الحكاية." كريم، في قسوته، ما كانش يعرف إنه بيوقظ في قلبها نار... "أنا مش غلطانة، بس كل الناس شايفاني كده." كانت سارة واقفة قدام المراية، مش بتبص على وشّها، لأ، كانت بتبص على اللي جواها… على وجع سنين اتحملت فيهم فوق طاقتها، وسكوتها اللي كان دايمًا بيتفسر ضعف، مع إنّه كان قوة. اتطلّقت، وده كان قرار صعب، بس كان لازم. تعبت من الإهانات، من الإهمال، من إنها تبقى لوحدها وهي متجوزة. قالت كفاية، واختارت تنقذ نفسها قبل ما تضيع أكتر. بس المجتمع؟ آه يا سيدي… بدل ما يشيلها فوق راسه إنها اختارت كرامتها، لاموها. قالوا: "أكيد فيها حاجة خلت جوزها يسيبها." "يمكن مش عارفة تحافظ على بيتها." "مطلقة؟ لأ، ماينفعش تتجوز تاني، دي جربت وبازت!" بقت كل خطوة في حياتها محسوبة، كل نظرة حواليها بتحكم، وكل كلمة بتتقال ورا ضهرها زي السكاكين. حتى لما راحت تشتغل وتبدأ من أول وجديد، كانوا بيبصولها كأنها خطر، مش إنسانة عايزة تعيش بكرامة. كانت بتحاول تبني نفسها، تربي ولادها، وتضحك من قلبها، بس دايمًا في صوت جواها بيقول: "هو أنا لسه لازم أبرر للناس إني اختارت أعيش بدل ما أموت بالبطيء؟" بس رغم كل ده، سارة ما استسلمتش. لبست تعبها زي وشاح، وخرجت للدنيا بعينين فيها حزن بس كمان فيها نار. نار الست اللي اختارت نفسها، اللي اتعلمت تحب نفسها حتى لو الكل وقف ضدها. لمياء وهي بتقلب في ألبوم صور قديم كان على الرف: "فاكرين اليوم ده؟ لما رحنا العجمى وكلنا سندوتشات سمك على البحر؟" سعيد يضحك: "يومها خالد اتسمم وقعد أسبوع نايم!" خالد: "يا عم قول إني اتدلعّت، مش كده؟" نور بحماس: "أنا عايزة نروح تاني! نروح كلنا، بجد." الأم تبتسم: "مافيش مانع... بس بشرط: سعيد يسوق، مش خالد!" سعيد ساكت لحظة: "أنا أصلًا مش فاضي الفترة الجاية..." لمياء بتكشّ: "يعني إيه؟ ده أنت اللي دايمًا بتقول 'العيلة أولًا'!" خالد ينظر لسعيد: "هو في حاجة يا سعيد؟ شكلك مخنوق.
تعليقات
إرسال تعليق